البنية التحتية.. الحرب السيبرانية وخطط الحرب الأمريكية الصينية
سلطت مجلة ناشيونال ديفنس الدولية، اليوم الأربعاء، الضوء على الصراع الأمريكي الصيني، مشيرة الى أن واشنطن وبكين تبذلان قصارى جهدهما في الاستعداد للحرب السيبرانية وربما تخاطر بالمبالغة في القتل.
وأضافت المجلة في تقرير لها، ربما يكون خصوم الولايات المتحدة شبه النظراء الصين وروسيا قد أنجزتا نقلة نوعية كبيرة في عملياتهما الإلكترونية من خلال استهداف البنية التحتية المدنية، أو ربما يقومون ببساطة بنفس الأشياء التي تقوم بها واشنطن في حربها الإلكترونية.
وقال Josh Luckenbaugh إنه في حين أن الولايات المتحدة والدول الغربية تعتبر البنية التحتية المدنية محظورة، فإن خصومها لا يلتزمون بهذه المبادئ، ويقول إن أعداء الولايات المتحدة يخططون لاستخدام مثل هذه العمليات القائمة على التأثيرات؛ لتغيير الحسابات السياسية الأمريكية من خلال إعاقة عملية صنع القرار والتسبب في حالة من الذعر الاجتماعي.
يضيف لوكينبو أيضًا إنه نظرًا لأن خصوم الولايات المتحدة القريبين من الأقران يبحثون عن طرق جديدة لمهاجمة البنية التحتية الحيوية، فإن البحث عن طرق جديدة للشراكة مع القطاع الخاص يصبح أمرًا ضروريًا، حيث إن معظم البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة مملوكة للقطاع الخاص.
ويشير أيضًا إلى أن الجيش الأمريكي لا يمتلك ولا يدير البنية التحتية الحيوية، مما يستلزم أشكالًا جديدة من الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي تؤمن الأخيرة، ولكنها لا تؤثر على الحسابات السياسية بين المشاريع الحرة والخصوصية وأمن الدولة.
قضية تايوان
في أحدث موقف متبادل في الحرب الإلكترونية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، كشفت الولايات المتحدة عن هجمات إلكترونية صينية واسعة النطاق تهدف إلى البنية التحتية الحيوية؛ لتعطيل عمليات الإنقاذ العسكرية السابقة في حالة وقوع هجوم على تايوان من البر الرئيسي الصيني.
وذكر التقرير أن إدارة جو بايدن تبحث عن شفرة كمبيوتر خبيثة تعتقد أن الصين تخبئها بعمق داخل شبكات حساسة تتحكم في شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات وإمدادات المياه التي تغذي القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وفقًا للجيش الأمريكي والمخابرات ومسئولي الأمن القومي.
وتشير إلى ظهور أول تلميحات عامة عن برنامج Volt Typhoon الخبيث في مايو عندما اكتشفت Microsoft رمزًا غامضًا في أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية في غوام وأماكن أخرى في الولايات المتحدة.
وتقول المجلة إن الاختراق الذي اكتشفته شركة Microsoft كان مجرد قمة جبل الجليد، حيث أكد أكثر من عشرة مسئولين أمريكيين أن جهود التجسس الصينية تتجاوز أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتسبق تقرير مايو بفترة طويلة. وقال المسئولون المقتبس منهم إن جهود الحكومة الأمريكية لتعقب واستئصال الشفرة الخبيثة كانت جارية منذ بعض الوقت.
وذكر التقرير أن اكتشاف البرنامج الضار أثار مخاوف من أن قراصنة جيش التحرير الشعبي قد أدخلوا تعليمات برمجية لتعطيل العمليات الأمريكية في حالة حدوث نزاع حول تايوان أو إذا تحركت الصين عسكريًا ضد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في السنوات القادمة.
وصف مسئول بالكونجرس الأمريكي استشهدت به المجلة الشفرة الخبيثة في جوهرها بأنها "قنبلة موقوتة" يمكن أن تسمح للصين بإبطاء أو مقاطعة عمليات الانتشار العسكري الأمريكي أو إعادة الإمداد عن طريق قطع الطاقة والمياه، والاتصالات عن القواعد العسكرية الأمريكية.
وأشار المسئولون الأمريكيون في التقرير أيضًا إلى أن الشفرة الخبيثة يمكن أن يكون لها آثار مدمرة أكثر، حيث تعتمد الأعمال التجارية والمنازل المدنية على نفس البنية التحتية.
وتقول إن اكتشاف البرنامج الضار أدى إلى سلسلة من الاجتماعات في غرفة العمليات بالبيت الأبيض شارك فيها مسئولون من مجلس الأمن القومي الأمريكي والبنتاغون والأمن الداخلي ووكالات تجسس مختلفة؛ لفهم نطاق المشكلة وإعداد الرد.