الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس أوسابيوس الأسقف
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس أوسابيوس الأسقف، الذي ولد في جزيرة سردينيا في بداية القرن الرابع. سيم كاهنا ثم اختير اسقفاً على أبرشية فرشلي. نشر الإيمان المسيحي، وبدأ بتأسيس الحياة الرهبانية في أبرشيته. نفاه الامبراطور قسطنسيوس لتمسكه بإيمانه القويم، وعانى في سبيل إيمانه الكثير من الاضطهاد. لما عاد إلى وطنه عمل بجد ونشاط لترسيخ الإيمان وتفنيد هرطقات آريوس والأريوسيين. توفي عام 371.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الرّب يسوع المسيح كان حاضرًا منذ البدء لجميع أولئك الذين أرسل لهم الله كلمته. وإذا ما قرأنا الكتاب المقدّس في هذا الإطار، نجد كلامًا يتعلّق بالرّب يسوع المسيح، وتصوّرًا مسبقًا للدعوة الجديدة. لأنّه هو "كَنْزٌ دُفِنَ في حَقْلٍ"، أيّ في العالم كنزٌ مخفيٌّ في الكتاب المقدّس، إذ كان يشار إليه من خلال الرموز والأمثال التي، على المستوى البشري، كانت غير قابلة للفهم بدون تحقّق النبوءات، أي قبل مجيء الربّ. لهذا السبب، قيل للنبي دانيال: " أَغلِقْ على الأَقْوال، واختِمْ على الكِتابِ إِلى وَقتِ النِّهاية" وقال إرميا أيضًا: "في آخِر الأَيَّامِ تَفهَمون".
على ضوء القراءة المسيحيّة، كانت الشريعة في الماضي كنزًا مخفيًّا في حقلٍ، ولكن صليب الرّب يسوع المسيح كشف عنها وفسّرها؛ إنّها تظهر حكمة الله، وتكشف عن مخطّطه الخلاصي للإنسان، وتعطي صورة مسبقة عن ملكوت الرّب يسوع المسيح، وتعلن مسبقًا البشرى السارّة لميراث أورشليم المقدّسة، وتتنبّأ بأنّ الإنسان الذي يحبّ الله سيتقدّم حتّى يراه ويسمع كلامه، وسوف يتمجّد من خلال هذه الكلمة...
بهذه الطريقة، فسّر الربّ الكتاب المقدّس لتلاميذه بعد قيامته، وأثبت لهم من خلاله أنّه "كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه".. فإن قرأ أحد الكتاب المقدّس على هذا النحو، سيكون تلميذًا مثاليًّا " يُشبِهُ رَبَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِن كَنزِه كُلَّ جَديدٍ وقَديم"