دكر سوشيالجى
لاحظت انتشار نوع من النصب الإلكترونى مستغلًا مواقع ومنصات "التواصل الاجتماعي"، فقررت أن أصنفه وأضيفه إلى السلسلة التى بدأتها منذ فترة بمقال "دكر عويل"، ثم "دكر مزاجنجى". وأضيف لهما اليوم "دكر سوشيالجى".
يتسم "الدكر العويل" بامتلاكه العديد من الأقنعة الخادعة والكاذبة التى يسلع من خلالها نفسه ليتمكن من السيطرة على ضحية جديدة. يستغل أحدهم وسامته، كما يستغل بعضهم مكانته الاجتماعية وبدلته للإيحاء بمكانة غير حقيقية. ودائمًا ما يستهدف من تمر بأزمة اجتماعية وإنسانية على غرار الأرامل والمطلقات وكبار السن للسيطرة عليهن، وسرقة شمسهن وفرحتهن وإنسانيتهن ومشاعرهن قبل الاستيلاء على أموالهن وممتلكاتهن.
والدكر المزاجنجى هو الذى يتعامل مع المرأة حسب مزاجه وتحت طلبه فى أى وقت وأى مكان. يتزوج أربعة، وما استطاع سبيلًا مما يمكن أن يملكهن. تختلف كل واحدة عن الأخرى لأنه لا يحب التكرار، فلكل امرأة منهن صفة وميزة غير الأخرى، وهو ما يمثل له التنوع والتعدد حسب مزاجه والتجديد حتى لا يمل.
فماذا يفعل الدكر السوشيالجى؟!
الطبيعى والمعتاد فى التعارف عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أنك تعرف الشخص صاحب تلك الصفحة بشكل مباشر، أو أنه من الأصدقاء وزملاء العمل، وربما يكون بعضهم أصدقاء مشتركين لأصدقاء لك ولا تعرفهم من قريب أو من بعيد، وأحيانًا يكون على توافق وإعجاب بصاحب بروفيل معين لآرائه أو لأنه شخصية مشهورة.
يترقب "الدكر السوشيالجى" صفحات الفتيات والسيدات ليستغلهن نفسيًا ومعنويًا وماديًا بعد أن يجمع الكثير من المعلومات عنهن من خلال ما ينشرنه على صفحاتهن الشخصية من صور وآراء وتعليقات، فيستطيع رسم ملامح شخصياتهن سواء كانت ميسورة الحال أو غير مرتبطة أو منفصلة أو وحيدة أو تعانى من مشكلات أو تبحث عن الحب والأمان. وهى جميعها حالات يفضلها "الدكر السوشيالجى" ليصطاد فى المياه العكرة، ويتعامل معها كونها فريسة مسموح له باصطيادها وافتراسها واستغلالها دون أى مراعاة لكونها إنسانة أولًا، وربما تكون ما تعانيه هو نفسه ما تعانيه أقربهن إليه سواء كانت أخته أو أمه.
السؤال الافتراضى لهذا الدكر السوشيالجى: إنت بتشتغل إيه؟!
الإجابة: بيشتغل الفتيات والسيدات.
ليس لديه عمل محدد، ولكنه من سكان مواقع التواصل الاجتماعى للحصول على امتيازات وخدمات وشراء سيارة جديدة والذهاب للحفلات والشواطئ والرحلات الترفيهية الخارجية. والضحايا قائمة طويلة من الفتيات والسيدات.
يطلب من الأولى دفع إيجار شقة التجمع! مقابل أول ما شفتك سكنت مكانى، بس لا أملك دفع الإيجار!!
ويقول للثانية، محتاج تجهيز الشقة من الأثاث والأجهزة! مقابل أول ما شفتك، عقلى تاه ومش لاقى المخدة واللحاف!!
ويقول للثالثة: قسط السيارة الجديدة! مقابل أول ما شفتك، لفيت الشوارع ودورت عليكى فى الليالى، وكنت عايز أجيلك بس القسط خلانى خايف أتحرك بالعربية والبنك يحجز عليها!!
والرابعة تتولى مصاريفه ومنحه الهدايا الباهظة مرتفعة الثمن وحجز الرحلات الدولية! مقابل أول ما شفتك، حسيت بشيء غريب بياخدنى بعيد وبيلف بيه الدنيا!!
جميع تلك الفتيات والسيدات تم النصب عليهن باسم الحب والجدعنة وراجل بيسمع لهن ويستغل احتياجهن للأمان.
جميعهن ضحايا الدكر السوشيالجى.
وواحده تلو الأخرى تحت مسميات كاذبة وخادعة.
نقطة ومن أول الصبر..
الدكر السوشيالجى توغل وتوحش.
وأصبح شغلة لكل اللى ملهوش شغلانة.
نحتاج إلى توعية الفتيات والسيدات الضحايا. وتحذيرهن مما ينشرنه على مواقع التواصل الاجتماعى بفرح وحسن نية من صور شخصية وعائلية وغيرها. ومراجعة معلوماتهن الخاصة حتى لا يتعرضن للاستغلال من الدكر السوشيالجى وغيره.
السوشيال ميديا ليست هى الحب والأمان والاستقرار، وليست تعبيرًا حقيقيًا عن شخص من يتقرب منكِ أو يتودد إليكِ، وليس وصفًا لجدعنته وشخصيته المتميزة.
إنه عالم افتراضى يعبث به الدكر السوشيالجى ليستغلك ويستغل غيرك، لتجدى نفسك بعد ذلك أنقاض إنسانة تم استهلاكها لأبعد مدى ربما يكون أبسطها النصب المالي.
كيلو الكلام بقرش، وجرام الفعل بملايين.
أشباه الرجال.. عار!
الدكر العويل.. عار!
الدكر المزاجنجى.. عار!
الدكر السوشيالجى.. عار!