حدث في مثل هذا اليوم.. تذكار تكريس كنيسة أبى سيفين
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى تذكار تكريس كنيسة أبى سيفين، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي إن في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة القديس العظيم محب أبويه مرقوريوس أبي السيفين أما عن حياته فقد ولد عام 225م من أبوين وثنيين، وسمي "فيلوباتير" (وهو اسم يوناني معناه: محب الآب). وسرعان ما تحوَّل أبواه إلى المسيحية، وبدأ يعظان ويوزعان الصدقات، وعَلَّما ابنهما وفق التعاليم المسيحيّة. وفي سن السابعة عشر انضم القديس إلى الجيش، وسريعًا ما نال شهرة عالية كمبارز (بالسيف)، وكان بارعًا في التخطيط الحربي.
وفي إقليم الإمبراطوران داكيوس وفاليريانوس أرسلا مرسومًا بأنه على الجميع عبيدًا وأحرارًا أن يقدموا الذبائح للأوثان الرومانية، ومَن يعصى ذلك الأمر سيواجه عقوبة الموت. وبعد ذلك المرسوم بقليل، شَبَّت الحرب بين البربر والرومان، وحارب جيشان بعضهما بضراوة. وفي أحد الأيام في ذروة المعركة، رأي مرقوريوس (وهو الاسم الذي حصل عليه عندما تمت ترقيته إلى رتبة قائد) رؤيا، عن رجل مُحاط بالنور يحمل سيفًا في يده اليُمنى، مُعطيًا إياه السيف، ويخبره بأنه سيوف ينتصر على البربر، وبأن يذكر الرب -إلهنا- بعد المعركة.
أخذ القديس السيف وهجم على البربر بضراوة مُسقطًا عشرات منهم، وقتل ملكهم وحاشيته وكثيرين، فارتعب البربر وفرّوا خائبين، وانتصر الرومان. وبعد ذلك تم إعطاء مرقوريوس لقب "القائد الأعلى لكل القوات الرومانية"، وكان عمره في ذلك الوقت 25 عامًا وانشغل القديس بحياته الجديدة، وكان يُحتفى به في كل بلدة يعبرها.
وفي يوم من الأيام ظهر ملاكًا من قِبَل الرب للقديس أبوسيفين مُخبرًا إياه بأنه سوف يعاني الكثير بسبب المرسوم، ولكنه سوف ينال إكليل النصرة في السماء. وبعد ذلك دعاه داكيوس ليسأله في بعض شئون الدولة، وبعد ذلك اقترح أن يذهبوا جميعًا للمعبد ليذبحوا للأوثان، فانسحب البطل بسرعة من بين الجمع. فلاحظ ذلك جندي غيور وأعلم داكيوس بأن مرقوريوس لم يكن حاضرًا بسبب أنه يدين بالمسيحيّة. ولكن الإمبراطور لم يُصَدِّق ذلك، وأراد أن يتأكَّد بنفسه.
وتأكَّد بعد ذلك عندما اعترف مرقوريوس بشجاعة بأنه مسيحي. وحاول الإمبراطور إقناعه بالعدول عن ديانته وتركها، وعندما فشل بدأ يُعّذِّبهُ بعذابات كثيرة منها الحرق، وتقطيع جسده بالمسامير.. ولكن كان الله يعينه ويقوّيه، حتى تم قطع رأسه ونال إكليل الشهادة. وكان ذلك يوم 4 ديسمبر 250م.