هل تتدخل فرنسا والغرب عسكريا في النيجر؟
تشهد النيجر حالة من عدم الاستقرار عقب الإطاحة بالرئيس النيجر محمد بازوم، وسط دعوات دولية لإنهاء الانقلاب وإعادة النظام الدستوري.
وفي السياق، قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية والمتخصصة في الشأن الإفريقي، إن التصعيد الأخير في النيجر ليس بعيداً عن التصعيد ضد الوجود الغربي في البلاد، وهو ما انعكس على محاولة فرنسا الحفاظ على الورقة الأهم والاخيرة في الساحل الأفريقي او غرب افريقيا وهي النيجر، وبعد سلسلة الاعتقالات لعدد من الوزراء الذي اعقب حجز الرئيس محمد بازوم في القصر الرئاسي، كان هناك ردود افعال تصعيدية لحد التهديد بالتدخل العسكري من قبل مجموعة الإيكواس الاقتصادية في حال عدم التراجع عن الانقلاب، وكذلك من فرنسا التي رجعت ونفت تلك التصريحات من قبل الخارجية الفرنسية.
وأضافت حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دول المنطقة مثل مالي وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري، لم تقف بمعزل بل حذرت من التدخل العسكري في النيجر، مما يهدد فكرة توسع الصراع ويرجع ذلك لتراجع العلاقات مع فرنسا على خلفية الانقلابات في تلك البلدان، واعادة هيكلة العلاقات الاستراتيجية الروسية مقابل تراجع النفوذ الفرنسي في ظل الحملة الشعبية للجيل الافريقي الجديد ضد الوجود الاستعماري الفرنسي، والذي دفع بالأخيرة بإجلاء رعاياها من النيجر.
ماذا يعني وقف تصدير اليورانيوم إلى فرنسا؟
وأشارت حسن إلي أن الغرب يشعر بالتخوف من فقد اخر اوراقه في المنطقة وخاصة في حال نجاح الانقلاب عقب التهديدات الأخيرة بوقف تصدير اليورانيوم إلى فرنسا والذي يلعب دوراً هاماً في محطات الطاقة النووية وفي ظل الخطة الفرنسية التي تعمل على زيادة الاعتماد على الطاقة النووية، حيث تستورد فرنسا ٣٥% من احتياجاتها من النيجر، لمساعدة المحطات النووية على توليد ٧٠% من الكهرباء.
وأوضحت حسن أن العلاقات الاستراتيجية الفرنسية بالنيجر تنعكس إلى محاولة الدفع نحو إفشال الانقلاب للحفاظ على المصالح الاستراتيجية في ظل وجود قواعد عسكرية وقوات أوروبية في النيجر للسيطرة الأمنية على البلاد، وهو ما سيدفع نحو الضغط بكافة الأوراق بداية من التهديد بالتدخل العسكري او دعم خفي قد يقلب الحقيقة، مقابل التنافس الروسي الذي استطاع ان يخترق المنطقة بعلاقات استراتيجية مع الدول الأفريقية في المنطقة، او عبر دخول وسطاء مثل دولة تشاد.
وأشارت حسن إلى أن مثل هذه الضغوط بجانب التهديد بفرض ضغوط اقتصادية وعقوبات لم تنجحا مع مثيلاتها من دول الساحل ولعل اهمها دولتى مالي وبوركينا فاسو الذين اعلنا ضمنيا موقفهما من الأحداث.
يجدر الإشار إلي أن فرنسا وإيطاليا، أعلنتا اليوم الثلاثاء، عن خطتهما لإجلاء رعاياهم من أراضي النيجر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.