البيزنطية تحتفل بالقدّيسين الرسل سيلا وسلوانس وكرسكندس وإيبنيتوس وأنذرونيكوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسين الرسل سيلا وسلوانس وكرسكندس وإيبنيتوس وأنذرونيكوس الذين من السبعين.
واسم سيلا في أعمال الرسل، واسم سلوانس في رسائل القدّيس بولس، اسمان لشخص واحد. كان من وجوه كنيسة أورشليم، ورافق بولس في كرازته مع كرشنسيوس، أما ابينتس، فالرسول يسلّم عليه في رسالته إلى الرومانيين ويدعوه "حبيبي الذي هو باكورة آسيا للمسيح"..
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما نكون قد صمدنا لساعات طويلة خلال الليل المظلم حيث تسود لحظات المحنة، وعندما نكون قد ناضلنا بكلّ جوارحنا...؛ فلنتأكّد من أنّه في آخر الليل، عندما "تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم". ، سيقترب ابن الله منّا، سائرًا على الأمواج. عندما نراه يظهر هكذا، سيسيطر علينا الاضطراب إلى أن نفهم بوضوح أنّ المخلّص هو الذي جاء بيننا. وبما أنّنا ما زلنا نحسبه خيالاً، سنصرخ من الذعر، لكن سرعان ما سيقول لنا: "ثِقوا. أَنا هُوَ، لا تَخافوا!"
لعلّ هذه الكلمات المطمئنة تخلق فينا بطرس في طريقه نحو الكمال، بطرس الذي نزل من القارب، متأكّدًا من أنّه نجا من المحنة التي كان يواجهها. في البدء، قادته رغبته في لقاء الرّب يسوع إلى السير على الماء. لكنّ إيمانه الضعيف وشكّه دفعاه إلى إدراك "شدّة الريح"، فتملّكه الخوف وأخذ يغرق. غير أنّه نجا من تلك المحنة لأنّه أطلق تلك الصرخة ليسوع: "يا ربّ، نجّني!". وما لبث أن أطلق بطرس الآخر هذا عبارة "يا رَبّ، نَجِّني!"، حتّى مدّ كلمة الله يده ونجّاه في لحظة بدئه بالغرق، مؤنّبًا إيّاه على قلّة إيمانه وشكّه. لاحظْ أنّه لم يقل له "أيّها المشكّك"، بل قال له، كما جاء في الكتاب، "يا قَليلَ ٱلإيمان، لِماذا شَكَكت؟"، أي "كنت قليل الإيمان، لكنّك سمحت لنفسك بالذهاب في الاتّجاه المعاكس". ثمّ عاد الرّب يسوع وبطرس إلى القارب، وهدأت الرياح وسجد الركّاب للرّب يسوع حين أدركوا من أيّة محنة نجوا وقالوا: "أَنتَ ٱبنُ ٱللهِ حَقًّا!". لم يتفوّه بتلك الكلمات في القارب إلاّ تلاميذ الرّب يسوع المقرّبين جدًّا منه.