في احتفالات اليوم السبت.. المارونية: الإنسان المتضع يرفعه الله
احتفلت الكنيسة المارونية اليوم بحلول السبت التاسع من زمن العنصرة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "مَن وَضَع نَفسَه رُفِع". لم يكتفِ الرّب يسوع المسيح بالطلب من تلاميذه ألا يدعوا أحدًا يدعوهم (رابي) وألاّ يحبّوا المقاعد الأولى في المآدب ولا أيّ شرف آخر، بل أعطى بنفسه، بشخصه، نموذجًا عن التواضع ومثالاً له. ففي حين لم يُطلَق عليه اسم المعلّم من باب الإطراء، بل من باب حقّ الطبيعة، لأنّ "بِه قِوامُ كُلِّ شيَء"، وبتجسّده أوصل إلينا تعليمًا يقودنا جميعًا إلى الحياة الحقيقيّة، ولأنّه أكبر منّا، ولكونه "صالحنا مع الله". وكأنّه يقول لنا: لا تحبّوا التشريفات الأولى، لا ترغبوا في أن يدعوكم أحد (رابي)، كما أنّني "لا أَطلُبُ مَجدي فهُناكَ مَن يطلُبُه" حدّقوا إليّ، "لأنّ ابنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس"
بكلّ تأكيد، في هذا المقطع من الإنجيل، لا يُعَلِّم الربّ تلاميذه فقط، بل أيضًا رؤساء الكنائس، موصيًا إيّاهم جميعًا بعدم الانجرار خلف الجشع بحثًا عن الأمجاد. بل على العكس، "مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيراً فيكُم"، فليصبح مثله "لكم خادِمًا".