اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحيي ذكرى القدّيسة مرتا
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى القدّيسة مرتا، أخت مريم ولعازر. لما استضافت الرب في بيت عنيا أحسنت ضيافته وخدمته، وهي التي سألته أن يقيم من الموت أخاها لعازر.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: دعونا لا نترك الربّ وحيدًا لا نحسب له حساب بعد أن تلقّيناه في القربان المقدّس، وبعد أن أصبحَ حاضرًا في جسدِنا، لننشغل في سعينا خلف هذا الأمر أو ذاك: ليكن الربّ الشاغِل الوحيد لنا. دعونا نخاطِبَه بواسطةِ صلاةٍ حارّة؛ ودعونا نتحدّث إليه من خلال تأمُلاتنا الورِعة. ولنضّم صوتنا إلى صوتِ النبي إذ قال: "إِنِّي أَسمعُ ما يَتَكلَمُ بِه الله" لأنّنا إن كنّا نخصِّصَه بكامل انتباهنا، فهو لن يتوانى عن النطق في داخلنا على شكل إلهام بهذه الكلمة أو تلك التي ستحمل إلينا راحة روحيّة عارمة وتُفيد نفوسنا أيّ إفادة.
لنكن في آنٍ معًا مرتا ومريم. فلنوجّه نشاطاتنا الخارجيّة جميعها إلى الربّ على غرار مرتا، ولتهدف إلى الترحيب به هو أوّلاً، ومن ثمّ بكلّ من يُرافقه وذلك محبّةً به. أقصد برفقائه الفقراء الّذين لا يعتبرهم تلاميذه وحسب بل يتماهى فيهم، إذ يقول: "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" .
دعونا نجتهد لنستبقي ضيفَنا. دعونا ننضم إلى تلميذَيه على طريق عماوس ونلّح عليه قائلين: "أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار" عندها، يمكننا أن نكون متأكّدين من أنّه لن يتركنا، ما لم نُبعده عنّا بأنفسنا بسبب جحودنا.