الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى والدي القديسة العذراء
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بتذكار القدّيسَين يواكيم وحنّة والدَي القديسة مريم البتول العذراء، ويعود تقليد إكرامهما الى القرن السادس في الشرق والعاشر في الغرب.
بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع... وقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق ومِنه ما وقَعَ على أَرضٍ حَجِرة... ومِنه ما وقَعَ على الشَّوك... ومِنه ما وقَعَ على الأَرضِ الطَّيِّبة. فُقِدت ثلاثة أجزاء، وأثمر جزء واحد. لكنّ الزارع لم يكفّ عن زراعة حقله؛ يكفيه أن يحافظ على جزء واحد حتّى لا يعلّق عمله. في هذا الزمن، من المستحيل ألاّ يثمر البِذار الذي أزرعه وسط هذا الجمهور الغفير. إن لم يصغِ الجميع إليّ، سيصغي ثلث الحضور؛ وإن لم يصغِ الثلث، سيصغي العشر؛ وحتّى إن لم يصغِ العشر، لن أتوقّف عن الكلام حتّى إن كان فرد واحد من هذا الحضور الغفير يصغي إليّ.
ليس خلاص خروف واحد بالأمر القليل. فقد ترك الراعي الصالح الخراف التسعة والتسعين بحثًا عن الخروف الضالّ. لن أحتقر أيًّا كان. حتّى لو لم يكن هنالك سوى شخص واحد، سيبقى إنسانًا دائمًا، وهو كائن عزيز على قلب الله. حتّى لو كان عبدًا، لن احتقره؛ لأنّني لا أبحث عن الوضع الاجتماعيّ، بل عن القيمة الشخصيّة، ولا أبحث عن السلطة أو الخدمة، بل عن الإنسان.
حتّى لو لم يكن هنالك سوى شخص واحد، يبقى هو الإنسان الذي خُلقَت من أجله الشمس، والهواء، والينابيع والبحار، والذي أُرسِل إليه الأنبياء، وأًعطِيت له الشريعة. يبقى دائمًا هذا الكائن الذي تجسّد ابن الله الوحيد من أجله. لقد عُلِّق سيّدي على الصليب وسُفِك دمه من أجل الإنسان، فهل يسعني أن أحتقر أيًّا كان؟
لا، لن أكفّ عن زرع الكلمة، حتّى لو لم يصغِ إليّ أحد. أنا طبيب وأقّدم العلاج. عليّ أن أنقل الكلمة، كما طُلِب منّي أن أعلّم الناس، لأنّه مكتوب: "جعلتُك رقيبًا لبيت إسرائيل"