لماذا وصف عام 2023 بالأكثر سخونة على مستوى العالم؟
حرارة شديدة يكاد يجزم العالم أنه لم يعيشها من قبل على كوكب الأرض، تلك التي يعيشها العالم حاليًا بعام 2023 وصل إلى أن رجح خبراء وكالة ناسا الأمريكية أن يكون شهر يوليو الجاري هو الأكثر سخونة في العالم منذ "مئات إن لم يكن آلاف السنين"، وهو ما نتج عنه أن أصبح العام الحالي 2023 هو الأكثر حرارة ليوصف بالعام "المشتعل".
عدد من الشواهد حول كل أرجاء العالم تفسر إذن لماذا وصف 2023 بأنه العام الأكثر سخونة "المشتعل".
استطاع أن يضرب هذا العام وتحديدًا شهر يوليو منه أرقام قياسية يومية في درجات الحرارة في كل بلدان العالم، وذلك وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، التي تعتمد على توليد تقديرات أولية بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الصناعية.
السخونة الشديدة في درجات الحرارة لم تشمل الأرض فقط، بل حسب العالم “غافين شميدت” أحد علماء وكالة ناسا امتدت للبحار والمحيطات قائلًا "ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، ولا سيما في المحيطات. منذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية، حتى خارج المناطق الاستوائية".
تسببت درجات الحرارة القصوى جدًا كذلك هذا العام بحرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت الجزائر وفاة 35 شخصا على الأقل من بينهم 10 جنود، من جراء حرائق الغابات، واندلع 222 حريق في دولة المغرب منذ مطلع عام 2023.
أودت حرائق الغابات التي اندلعت في الجزر اليونانية بحياة 3 أشخاص حتى الآن، واضطرت السلطات إلى إجلاء أكثر من 20 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية من منازلهم ومنتجعاتهم في جنوب جزيرة رودس، واندلعت العديد من الحرائق في إيطاليا وأمريكا ومعظم دول أوروبا.
وصول ظاهرة "النينو" المسئولة عن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادي بما لا يقل عن 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط الطويل الأجل، وهي الحالة التي تؤدي إلى تحولات في أنماط الطقس حول العالم.
وصل بشهر يونيو من العام 2023 أن يصبح أحر شهر يونيو على الإطلاق "بهامش كبير"، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
القارة القطبية الجنوبية شهدت هي الأخرى ارتفاعًا في درجات الحرارة أعلى بكثير من المتوسط لهذا الوقت من العام، إذ انخفض الجليد البحري إلى مستويات قياسية منخفضة، والتي ربطها العلماء بالمياه الدافئة قبالة المحيطين الهندي والهادئ والأطلسي.
على الناحية العربية ضربت ظاهرة من الموجة الحارة تسمى بظاهرة "القبة الحرارية" عدد من الدول العربية "ثمانية" و هما مصر والأردن وسوريا ولبنان ودول الخليج، وفيها يصعد الهواء لأعلى في الطبقة العليا ويصطدم بالشمس التي بدورها تزيد سخونة الجو أكثر وتجعله ينزل مرة أخرى بفعل الضغط للطبقة السفلى، لتصل درجة الحرارة في بعض المناطق لـ 50 درجة مئوية.
استثنائي - مرعب
استثنائي" و"مرعب" و"منطقة مجهولة"، تلك هي عدد من المسميات التي أطلقها علماء المناخ على هذا العام لما يشهده من ظواهر مناخية وتغيرات لم يسبق أن عاصرها الجيل البشري منذ أزمنة سحيقة، وربما تكون كلمة مدير خدمة كوبرنيكوس لشبكة CNN كارلو بونتمبو كافية لأن تصف الوضع، وذلك حين قال: "إن العالم "يسير في منطقة مجهولة"، مُضيفا: "لم نرَ شيئًا كهذا في حياتنا".
2024 أخطر
في الوقت نفسه يدق علماء المناخ ناقوس الخطر ويزيدون الصورة إحباطًا وذلك بتصريحاتهم عن وجود احتماليات كبيرة أن يكون عام 2024 هو الأكثر تطرف من عامنا الحالي "المشتعل" إذ فيه ستتطور ظاهرة “النينو” وتصبح في أوج نشاطها، كما ستزيد التغيرات من حدتها، مشيرين إلى أنه يمكن أن تغير أزمة المناخ طقسنا بطرق لن يفهموها.