الدولة تسعى إلى توطين الصناعة.. هل يساهم بديل أدوية الغدة في حل الأزمة؟
على مدار ساعات اليوم، تتابع "سامية.ع" باهتمام بالغ وسائل الإعلام المختلفة، وصفحات منصات التواصل الاجتماعي لعل أحدهم يحمل خبرًا سارا بتوافر دواء الغدة، الذي تعاني من نقص توافره بالأسواق منذ فترة ليست بالبعيدة.
عدم تناول سامية للدواء، هي وجميع مرضى الغدة، يصيبهم بأزمات شديدة أقلها عدم القدرة على الإدراك، والزيادة الشديدة أو النقصان الكبير في الوزن.
هذه الأزمة فتحت الباب أمام ملف تصنيع الدواء المستورد بشكل عام وأدوية الغدة منه بشكل خاص.
مصر تأتي في المرتبة الثالثة بين الدول التي تطبق معاير الجودة والرقابة على الأسواق فيما يخص تصنيع وتداول الدواء، يسبقها في الترتيب الولايات المتحدة الأمريكة، هذا بحسب ما قاله على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية.
في العام 2014، بدأت مصر أولى خطواتها نحو توطين جميع الأشياء التي نقوم باستيرادها من الخارج، ومن بينها الدواء، الذي تعمل هيئة الدواء على محاولات توطينه بكفاءة أعلى أو على الأقل بالكفاءة ذاتها وإنما بأسعار أقل، وأدوية الغدة الدرقية من بين الأدوية التي تسعى الدولة إلى توفير بدائل محلية لها في الداخل، غير أن هناك بالفعل بدائل لا يتجاوز أسعارها الـ40 جنيهًا.
بحسب عوف، فإن المصانع الخاصة بالأدوية تعمل على توفير البدائل الفعالة لعلاج الغدة الدرقية، وهذه المصانع تضم على الأقل مواد خام تكفي لتغطية أكثر من 90% من حاجة الدولة، ولمدة تتجاوز الـ6 أشهر.
دواء التروكسين 100 و50 ملجم، المستورد منه والمصري، يأتي في مقدمة الأدوية التي يحتاج إليها مريض الغدة الدرقية، وبدائلها في الصيدليات هي الأدوية التي تحتوي على المادة الفعالة والتي (4Thyro50.100MCG(MUP.
في هذا يقول فهي السعيد، طبيب الباطنة، إن الدواء الذي يحتاج إليه مريض الغدة ليسير بصورة طبيعية، وكذلك البديل له، لم يعد متوفرًا الآن، ذلك لأن الشركة الفرنسية الألمانية المنتجة له، تحتاج إلى العملات الأجنبية من أجل الاستمرار في إرساله، وهي العملة التي يصعب توفيرها الآن ومن هنا ظهرت الأزمة.
وأضاف فهي، لـ"الدستور" أن السبب الذي يرجع إليه توقف شركات ومصانع الأدوية عن إنتاج النوع المحلي هو أن المواد الخام نفسها مستوردة من الخارج، مما يجعلها تتعرض لأزمة توافر العملات الأجنبية ذاتها.
بحسب مشاهدات طبيب الباطنة، فإن هناك عدد كبير من مرضى الغدة أضطروا في غضون الشهور القليلة الماضية، لمحاولة الحصول على العلاج بواسطة ذويهم الذين يعيشون في دول الخليج أو غيرها من الدول التي يتوفر لديها الدواء بصورة طبيعية.
وأشار "فهي" إلى أنواع المرضى المصابين بمرض الغدة والذين هم أثنين لا ثالث لهم، الأول وهو مريض أزال الغدة الدرقية بالكامل ويحتاج إلى الدواء حتى يمكن من خلاله من الحصول على الهرمون اللازم والذي كان يفرزه الجسم بشكل طبيعي.
أما النوع الثاني والأخير فهم المرضى الذين لديهم قصور في عمل الغدة الدرقية وفي حاجة إلى هذه الأقراص من اجل ضبط عمل الغدة، وما يترتب عليها من ضبط لشكل حياتهم بالكامل.
ودلل طبيب الباطنة، على أهمية اتزان هذه الغدة في جسم الإنسان من خلال الاختبار الذي يتعرض لها الطفل في يومه الأول، عن طريق أخذ عينة من القدم، حتى إذا ما تبين وجود قصور بها يعمل المختصين على الفور على علاج ذلك، ليحيى الطفل بصورة طبيعية دون التعرض للتأخر العقلي الذي يمكن أن يصيبه إذا لم يتلقى العلاج في أيامه الأولى.
هرمون الغدة الدرقية لها علاقة وثيقة بكافة أجهزة الجسم، عمليات النمو، التفكير، درجات الإدراك، وحتى عمليات الحمل والإجهاض لها علاقة بنسبة هرمون الغدة.
وأضح “فهمي” أنه في حال تمكنت الدولة من توفير المواد الخام اللازمة لإنتاج الأدوية محليًا ومن الممكن أيضًا أن يؤدي ذلك إلى إمكانية تصديره للخارج، فمن يحتاج إلى دواء الغدة يظل محتاج إليه مدى الحياة، ولا يمكن الحصول عليه لاستخدامه في أغراض أخرى، فهو علاج للغدة فقط.