باحثة: القمة "الروسية - الإفريقية" تدعم موسكو فى مواجهة العقوبات الغربية
من المقرر أن تنطلق القمة الروسية الإفريقية في 26 وحتى 29 يوليو الجاري، بمشاركة 49 دولة، وفقًا لما أعلنه نائب مدير إدارة إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر بولياكوف.
وفي هذا الشأن قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القمة الروسية الإفريقية تنعقد في توقيت مهم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما يشير إلى أن روسيا ماضية في تدعيم علاقاتها وشراكاتها مع القارة الإفريقية رغم استمرار الحرب، لأنها تأتي على قمة أولوياتها، ومن ناحية أخرى يأتي انعقاد توقيت القمة بعد أشهر من نشوب الأزمة في السودان، وبحضور من رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في أول تحرك خارجي له منذ 15 من أبريل الماضي، مما يشير إلى حجم الاهتمام الذي توليه حكومة السودان للعلاقات مع روسيا.
وأضافت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة تأتي بعد انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب، مما يخلف فجوة في مسألة الأمن الغذائي وهي المسألة ذات الأولوية بالنسبة للقارة الإفريقية، ويضاف إلى ذلك التمرد الذي شهدته روسيا من قبل قوات فاجنر وحرص موسكو على استمرار دورها رغم ذلك في إفريقيا.
وأشارت كامل إلى أنه وفقًا للجانب الروسي فقد تم توجيه الدعوة إلى جميع الدول الإفريقية، ومن المتوقع اعتماد خطة عمل للفترة 2023-2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية، حيث تهدف هذه الوثيقة إلى تطوير إمكانات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي.
أهمية القمة الروسية الإفريقية
وأوضحت كامل أن الجانب الروسي ينظر إلى إفريقيا باعتبارها وجهة للاستثمار وتعميق العلاقات الاقتصادية، وهناك سعي من خلال تجمع بريكس لضم المزيد من الدول الإفريقية وربما حتى لإصدار عملة مشتركة، حيث ينظر الرئيس الروسي إلى تجمع الدول الإفريقية كإحدى القوى العالمية في عالم متعدد الأقطاب بلا هيمنة أحادية، وهو ما يطلق فرصًا جديدة للتنمية في الدول الإفريقية التي تعاني من عجز في استثمار ثرواتها وحمايتها من النهب.
وتابعت كامل: "تنصب مجالات التطوير في العلاقات على التبادل التجاري والبنية التحتية التي تعد أهم مبادئ التنمية، وكذلك تطوير أنظمة الاتصالات، والتكنولوجيا الرقمية حيث يجري التعاون مع إفريقيا وفق مبدأ المصالح المتبادلة بين الأطراف".
وأوضحت كامل أن القمة الروسية- الإفريقية تأتي لتؤكد سعي روسيا إلى توطيد علاقاتها بشركائها في إفريقيا ضمن استراتيجية لمواجهة محاولات الحصار الغربي عليها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حيث خاض وزير الخارجي الروسي سيرجي لافروف جولة إلى عدد من الدول الإفريقية في فبراير 2023 وصفها مراقبون بالناجحة حيث حملت تطمينات إلى الدول الإفريقية بالتزام موسكو بتعهداتها تجاه دول القارة فيما يتعلق بالتنمية وتوفير الغذاء والأسمدة والطاقة.