كنيسة الروم الأرثوذكس تطلق نشرة تعريفية عن تاريخ دير سانت كاترين
أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن تاريخ دير القديسة كاترينا في سيناء
وقال خلالها إن بعد بناء الإمبراطور يوستنيانوس (٥٢٧- ٥٦٦ م) سور منيع (حصن) للدير عام 545م في نفس موقع العُلَيْقَة المقدسة ظلت علاقة القسطنطينية مع الدير قوية، فأمَّن الأباطرة الروم (البيزنطيون) الحماية للدير من خلال معاهدات أبرموها مع الدول اﻹسلامية المتعاقبة، لأنهم كانوا يعتبرون الدير"تابوت الأرثوذكسية"، كما أظهر بطاركة القسطنطينية اهتمامًا بالغًا تجاه الدير.
بعد حصول الانشقاق الكبير عام ١٠٥٤م، بين الكنيسة الرومية في الشرق التي تَسَمَّت بـ"الكنيسة الأرثوذكسية" وبين كنيسة روما في الغرب والتي تَسَمَّت بـ"الكنيسة الكاثوليكية"، لم تُقطع، جذريًا العلاقات بين الدير والغرب. فقد أخذ بعض الباباوات في الغرب، فيما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، على عاتقهم حماية الدير وممتلكاته. وأثناء الحروب الصليبية ووجود الصليبيين في سيناء (١٠٩٩- ١٢٧٠م) أقاموا كتيبة باسم "كتيبة السينائيِّين" لحماية الدير الذين نقشوا على جدار حجرة المائدة القديمة في الديـر شعارات بعض فرق جيوشهم، والموجودة حتى اليوم.
كذلك في فترة الحكم العثماني، ساهمت الفرمانات السلطانية، لكل من سليم الأول (1512-1520م) وسليمان الكبير (١٥٢٠-١٥٦٦م)، في تأمين الحماية للدير. ففي عام ١٥٥٢م وعام ١٥٥٨م صدرت فرمانات تسقط مطالب اليهود بالاستيلاء على الدير وتؤكد حق الرهبان في ملكيتهم له، كما أنه بعد دخول الحملة الفرنسية ﺇلى مصر عام ١٧٩٨م حصل الرهبان من قائد الحملة "نابليون بونابرت" على عهدة حماية تضمن استقلالية دير سيناء وﺇعفائه من دفع الضرائب، مؤرخة بتاريخ ٢٠ ديسمبر ١٧٩٩م.
كما نجا الدير دون أذى خلال الحرب العالمية الأولى (١٩١٤- ١٩١٨م) وبعدها، حيث أُمنت الحماية له من قِبل الدول العربية من جهة، والمساعدة من قبل الغرب من جهة أخرى. كذلك أُمنت الحماية له خلال فترة الحماية البريطانية والاحتلال البريطاني لمصر. وأيضًا أثناء الحرب العالمية الثانية (١٩۳٩-١٩٤٥م). وخلال أربع حروب عربية ﺇسرائيلية (١٩٤٨، ١٩٥٦، ١٩٦٧، ١٩٧۳م)، وأثناء الاحتلال اﻹسرائيلي لشبه جزيرة سيناء ما بين عامي ١٩٦٧ و١٩٨٢م حظي الديرالذي يقع في وسط هذه المنطقة بالحماية الدولية، وما زال حتى الآن تحت حمايتها ورعايتها. وقد سجل المجلس الأعلى للآثار بمصر "دير القديسة سانت كاترين" عام 1993م كأحد الآثار المصرية التي ترجع إلى العصر الروماني.