الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس لورنسيوس البرِندِسيّ
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بذكرى القدّيس لورنسيوس البرِندِسيّ، الكاهن ومعلِّم الكنيسة، الذي ولِدَ عام 1559. انضم الى رهبنة الكبوشيين، فعلّم اللاهوت وقام بمهام أخرى في الرهبنة. تجول في أوروبا واعظاً شهيراً وناجعاً. له مؤلفات كثيرة في بيان أمور الايمان. توفي في ليشبونة في البرتغال عام 1619.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لم يُقَم السبت كاختبار يسمح بالتمييز بين الحياة والموت، بين العدالة والخطيئة، كما بين قواعد أخرى "مَن حَفِظَها يَحْيا بِها" أو يموت إن لم يحترمها. كلّا، فالسبت، في زَمَنه، أُعطي للشعب بهدف الراحة؛ فمع الإنسان، كان على الحيوانات أن تتوقّف عن العمل.
إذا لم يُنشأ السبت من أجل راحة كلّ كائن يمارس عملاً جسديًّا، فالمخلوقات الّتي لا تعمل كان عليها، منذ البدء، أن تحترم السبت هي أيضًا لتتبرّر. على العكس، نرى، وبدون راحة، أنّ الشمس تتقدّم، والقمر يتبع مداره، والنجوم تُواصل جولتها، والرياح تعصف، والغيوم تسبح في السماء، والعصافير تطير، والجداول تسيل من الينابيع، والأمواج تتحرّك، والبرق ينزل وينير الخليقة، والرعد يقصف بعنف في وقته، والأشجار تحمل ثمارها، وكلّ خليقة تكبر وتتقوّى. لا نرى في الحقيقة أيّ مخلوق يرتاح يوم السبت، إلّا البشر والحيوانات الدّابة، الّذين يخضعون لشريعة العمل.
لم يُعط السبت لأحد من أبرار العهد القديم لكي يجد فيه الحياة... ولكن أوصِيَ بالأمانة للسبت لكي يرتاح الخدّام والخادمات والأجراء والغرباء والحيوانات الدّابة، لكي يتمكّن من التجدّد أولئك الّذين أرهقهم العمل. لأنّ الله يعتني بخليقته كلّها، بالحيوانات الدّابة كما بالحيوانات المفترسة، بالعصافير كما بالحيوانات المتوحّشة. فاسمع الآن أيّ سبت يرضي الله. إذ قال إشعيا: "هذه هي الراحة فأريحوا التعِب"... نحن إذًا، فلنحفظ بأمانة سبت الله؛ لنفعل ما يرضي قلبه، فندخل هكذا في سبت الراحة العظيمة حيث ترتاح السماء والأرض، حيث كلّ خليقة تُخلق من جديد.