الكنيسة المارونية تواصل أسبوع الاحتفال بعيد مار شربل
ترأّس الخور أسقف بولس ساتي للفادي الأقدس، المدبّر البطريركي للكلدان، ورئيس الطائفة بمصر، قداس اليوم الثالث من أسبوع الاحتفال بعيد مار شربل، الذي خصصته الكنيسة المارونية، وذلك بكاتدرائية القديس يوسف المارونية، بالظاهر.
شهدت الذبيحة الإلهية حضور المؤمنين من كلا الرعيّتين، رعية كنيسة سيدة العذراء سانتا فاتيما ورعية كاتدرائية القديس يوسف.
تمحورت عظة الخورأسقف ساتي حول "القديس شربل الراهب". ونوه بصعوبة قرار الابتعاد عن الدير الذي يقضي فيه الراهب سنوات عديدة، ليختار بعدها العيش في صومعة، تمامًا كما فعل شربل الذي قضى العمر ناسكًا متزهدًا. حين يختار الرهبان حياة النسك يعيشون في مكان منفصل وعال للسمو بالروح، لأنه وكما يقول المزمور "رفعت عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني"، الارتفاع هو السعي للتقرب من الله الذي هو في السماء والأرض موطىء لقدميه.
أما الآية التي قالها يسوع والتي تُليَت على مسامعنا في إنجيل هذا المساء، "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ الله"، فقد كانت خيرَ شاهدٍ على جذريّة حياة مار شربل الذي دخل الرهبنة في عمر 23 عامًا وقطع من حينها كلّ اتّصالٍ بعائلته دون أن ينظر إلى الخلف يومًا.
وأضاف ساتي: "هكذا نحن إن سِرْنا في طريق الملكوت فلا يصلح أن ننظرَ إلى الوراء مجدّدًا!". وتابع: "كم هو رائعٌ أن يكون معلّم القدّيس شربل الذي علّمه حياة الرهبنة قدّيسًا، إنّه مار نعمة الله الحرديني. قدّيسٌ يعلّم قدّيسًا ويصلان كلاهما للقداسة! قوّة الصلاة هي التي تجعل الإنسان قدّيسًا، والقدّيسون هم الذين رسموا لنا الطريق لنقتادَ بهم".
وشكر المطران جورج شيحان، الخور أسقف ساتي والشمامسة، كما قدم للخورأسقف هدية تذكارية، صورة مار شربل، أو لم يأت على ذكر ذلك في عظته حين قال: "لا يوجد بيت خالٍ من صورة لمار شربل أو من صلاة له". فليبارك القدّيس صلاتنا وكلّ النوايا التي رفعناها للربّ الإله حتّى ينتصر الخير على قوى الشرّ، بالمسيح الذي بذل حياته من أجلنا نحن الخطأة ومات على الصليب ليصيرنا قديسين.