«صديقي العزيز أرجوك أن تحضر لرؤيتي».. نص رسالة الأميرة نازلى للشيخ محمد عبده
الشيخ محمد عبده من الشخصيات التي كان لها فضلا كبيرا في حركة الإصلاح والتنوير في الأزهر الشريف، وتوسعت دائرة صداقاته وكان من بين الأصدقاء الأميرة نازلى فاضل.
وفي مقال نش بمجلة الرسالة عام 1937، بعنوان "أثر المرأة في حياة الشيخ محمد عبده" بقلم عثمان أمين، كشف عن علاقة الصداقة التى جمعت الشيخ والأميرة.
صالون ثقافي يضم قادة مصر
قال الكاتب:" كان قصر الأميرة نازلي فاضل مجتمعا للعظماء وقادة الرائي في مصر خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، مشيرا لإشارات لطيفة اتصفت بها "الأميرة" جعلتها تميز قيم الرجال.
وتابع: اختص الشيخ محمد عبده بمكانة تجمع بين الحب والإجلال ونحن من جانبنا كتب أستاذنا مصطفى بك فيما ذهب إليه من أمر تلك المودة التي جمعت بين الشيخ والأميرة" النازلي والتي كان لها من غير شكل أثر عميق في حياة الشيخ وفي نفسه الكبيرة الحساسة ولقد وقع لنا أثناء بحثنا عن أثار الأستاذ الإمام" خطاب" يشهد بوجود تلك الصداقة التي ذهب إليها حضرة صاحب المقال.
نص خطاب الأميرة نازلى إلى الشيخ محمد عبده
وأشار إلى أن الخطاب بالفرنسية كتبته الأميرة بخطها إلى الشيخ "محمد عبده" تدعوه فيه إلى القدوم لرؤيتها وهذا نصه:"السبت صديقي العزيز أرجوك أن تحضر لرؤيتي هنا هذا المساء بعد الساعة السابعة أنا آسفه إذ فاتتني رؤيتك أمس صديقتك المخلصة نازلي" فأمر الصداقة إذا حق.
وأضاف الكاتب عثمان أمين أن اختلاف الشيخ محمد عبده إلى قصر الأميرة أمر مقرر ولعلنا الآن لا نبالغ إذا قلنا أن عناية الشيخ "محمد عبده" بإتقان اللغة الفرنسية ربما كان نفحة من نفحات الأميرة التي كانت تتكلم بالفرنسية كإحدى بنات والبنين ذوات الثقافة المالية والأدب الرفيع.
ويشار إلى أن الشيخ من مواليد 1849، ورحل عن دنيانا عام 1905، مفكر وعالم دين وفقيه وقاضي وكاتب إسلامي، ويعد أحد دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي ورمز للتجديد في الفقه الإسلامي، ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري.