عميد كلية أصول الدين سابقًا: القرآن أُنزل لعصمة العقول من الشطط
أقيمت فعاليات اليوم الثاني للأسبوع القرآني لبيان بعض أوجه عظمته وبيان فضله وبعض وجوه إعجازه، بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة، في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، وفي إطار دورها في خدمة القرآن الكريم وردها العلمي والعملي على المتطاولين على كتاب الله.
وجاءت فعاليات اليوم الثاني للأسبوع القرآني بعنوان: "الآيات الكونية في القرآن الكريم"، حاضر فيه الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين سابقًا، والدكتور رمضان عبد العزيز رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر.
وقدم له السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد الجزار مبتهلا، وبحضور الدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود حلمي مسئول الإرشاد الديني بالمديرية، والشيخ جمال إسماعيل حسن مدير إدارة أوقاف جنوب القاهرة، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأشار الدكتور عبد الفتاح العواري: إلى حاجة العقل إلى التفكر في ملك الله (عز وجل)، وأن تتأمل في آيات الكون المفتوح، وأن القرآن الكريم خاطب العقلاء من أجل إعمال النظر في الكتاب المنظور وهو كون الله ( تبارك وتعالى) الذي أوجدنا فيه، وأن الله (تبارك وتعالى) حدثنا في كتابه حديثا مستفيضا ينتظم في سلكه ما تريده العقول من آيات كونية يمكن للعقلاء أن يستدلوا من خلالها على وجود خالق هذا الكون وعلى عظيم قدرته وحكيم صنعته.
وأوضح: أن الله تعالى وهبنا العقول وأنزل الكتاب المسطور لعصمة العقول حتى لا تبعد العقول وتشتط، ولو أمعنت العقول النظر في آيات الله المبثوثة في الكون والآفاق لأدركت حقيقة الإيمان، قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِير"، فالآيات الكونية مصدر إقناع للجميع بأن خالق الكون هو الله، وأن الكون يدار بحكمته، وأن الصنعة فيه لا يمكن أن تكون من عمل الصدفة أو الطبيعة، فالصدفة والطبيعة مخلوقتان، والآيات الكونية الدالة على وجود الله (تبارك وتعالى) وقدرته سطرها ربنا في الكون وأمرنا بالتأمل والنظر فيها، لتظهر لنا عظمته سبحانه وتعالى "أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ".
بينما قال الدكتور رمضان عبد العزيز: إن الحق (تبارك وتعالى) طلب منَّا في آيات كثيرة أن نتفكر في السماء وما فيها، والأرض وما عليها، وأن نتفكر في أنفسنا، وأن الله (تبارك وتعالى) مدح أصحاب العقول الذين يتأملون في خلق الله (عز وجل) ويتدبرون في الآيات الكونية ليعلموا أن الكون مخلوق ويدار بحكمة الحكيم الخبير سبحانه وتعالى، وأن علينا أن نتوجه بالعبادة لمن خلق الكون وما فيه.
وأشار: إلى أن القرن الكريم ذكر لنا ما يتعلق بالآيات الكونية، وحدثنا عن الكون وما فيه ليلفت أنظارنا إلى عظمة هذه الآيات الكونية، وأن الله (تبارك وتعالى) أقسم بـ: "الشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" ليلفت أنظارنا إلى ما فيها من عظمة، وإلى ما فيها من إبداع، وإلى ما فيها من حكمة، ليدرك الإنسان أن من خلقها إله عظيم، ويتوجه له بالعبادة لأنه (سبحانه وتعالى) كما قال: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ".