الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى استشهاد القديسة مارينا العظيمة
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الإثنين، بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات مارينا، وكان ولدها كاهناً للأصنام، لكن مربّيتها كانت مسيحيّة، فهدتها إلى الايمان المسيحي.
واستشهدت القديسة مارينا في انطاكية بيسيدية في عهد الإمبراطور كلوديوس الغوطي (268-269).
واحتفالًا بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
"كلّ مرّة نحاول قراءة علامات الأزمنة في الواقع الحالي، يجدر بنا الاستماع إلى الشباب والمسنّين. فهؤلاء هم أمل الشعوب. إنّ المسنّون يجلبون الذاكرة والحكمة من الخبرة، التي تدعو لعدم تكرار أخطاء الماضي نفسها بطريقة غبيّة. والشباب يدعوننا إلى إيقاظ الرجاء وإنمائه، لأنهم يحملون الميول الجديدة للإنسانيّة ويعدّون لنا المستقبل، لكيلا نبقى متعلّقين بالحنين لهيكليّات وعادات لم تعد تحمل الحياة في عالمنا الحالي.
يجب رفع التحدّيات. فلنكن واقعيين، لكن دون فقدان الفرح والجرأة والإخلاص المفعم بالرجاء!
في الحال بعد عمادك، ستقف أمام المعبد الكبير، دلالةً منك على مجد العالم الآتي. إنّ نشيد المزامير الذي سيستقبلك هو بمثابة تمهيد للتسابيح السماوية. والمصابيح التي ستُشعلها تُنبئ بموكب الأنوار هذا الذي سيقود إلى حاضرة العَريس نفوسَنا العذراء والمتألّقة، وهي مزوّدة بمصابيح الإيمان المتلألئة.
فلْنَحذر ألّا نستسلم للنّعاس، بدافع الطّيش، خوفًا من أنّ الذي ننتظره يحضر على حين غفلة، من دون أن نكون قد رأيناه آتيًا. ولا نبقى من دون مؤونة زيت وأعمال حسنة، خشية أن يتمّ إقصاؤنا من ردهة العرس... فالعريس سوف يدخل بعجلة كبيرة. والنّفوس العاقلة سوف تدخل معه. الأخرى، وهي منهمكة كل الانهماك في تجهيز مصابيحها، لن تجد وقتًا للدّخول وتُترَك خارجًا وسط النّحيب. فهي ستدرك بعد فوات الأوان ماذا خسرته بطيشها...
وهذه النّفوس سوف تشبه أيضًا أولئك المدعوّين الآخَرين إلى حفل عرس يقيمه أب نبيل على شرف عريس نبيل، وهم يرفضون المشاركة فيه: الواحد، لأنّه اتّخذ زوجة للتّو؛ والآخَر، لأنّه اشترى حقلًا للتّو؛ والثالث لأنّه اقتنى زوجًا من الثيران إذ إنّه ما من مكان في السّماء للمتكبّر والطّائش، للإنسان الّذي لا يضع عليه لباسً لائقًا، ولا يرتدي لباس العرس حتى لو ظنّ نفسه، على الأرض، أهلًا للرّوعة السماويّة، وأدخل نفسه خلسةً في مجموعة المؤمنين متوهّمًا بآمال زائفة.
ماذا سيحدث فيما بعد؟ يعرف العريس ما سوف يعلِّمُنا إيّاه عندما نصبح في السّماء، وهو يعرف أي علاقات يبنيها مع النّفوس التي تكون قد دخلت معه إليها. أعتقد أنّه سيعيش برفقتها، وأنّه سيعلّمها الأسرار الأكثر كمالًا والأكثر طهارة.