محلل تشادي لـ"الدستور": قمة نيروبي ضرورية.. ودور مصر مهم في إفريقيا
قال الصحفي والمحلل السياسي التشادي جبرين عيسى، إن اجتماع دول اللجنة التنسيقية التابعة للاتحاد الإفريقي في نيروبي عاصمة كينيا أمس جاءت في وقت مهم، حيث تكمن أهميتها في التحولات الدولية الجارية الآن وتأثيرها على إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي والشق الأمني.
وأوضح جبرين عيسى في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن معظم هذا التغيرات التي تحصل دائما لها آثار سلبية على القارة الإفريقية وبحكم أن إفريقيا قارة مستهلكة أكثر مما هي منتجة ولذلك أثرت الحرب الأوكرانية الروسية على الأمن الغذائي الأفريقي خاصةً فيما يتعلق بالحبوب، حيث أن القارة تستورد معظم حاجاتها من السوق الروسية الـوكرانية وكان أثرها واضح جدا في بداية الحرب على القارة الإفريقية.
وتابع: “هذا الاجتماع ركز على معظم القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي وكذلك القضايا المتعلقة بالأمن خاصة الصراعات القومية داخل الدول الأفريقية وهنا بالإشارة إلى الصراع السوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لها أثر سلبي على كل دول الجوار خاصة النزوح إلى دول الجوار لها آثار اقتصادية سلبية على اقتصاديات هذه الدول خاصة أن السودان كانت تعتبر دولة منتجة لبعض المنتجات التي تحتاجها دول الجوار ودولة عبور لبعض المنتجات التي تأتي من آسيا والخليج خاصه فيما يتعلق بالمواد الغذائية والمعلبات”.
وأوضح جبرين أن الحرب السودانية وايضاً حرب تيجراي وآثارها السلبية على الاقتصاد الاثيوبي واحدة من المشكلات التي ينبغي على الأفريقية يقف عليها ويحاولون أن يضعوا لها حدود، مشيرا إلى أنه تم فتح جبهة جديدة في الصراع داخل إثيوبيا بين الأمهرة والحكومة المركزية في أديس أبابا بجانب ملف سد النهضة فكل هذا الأمور تخص القمة الأفريقية واللجنة التنسيقية التابعة للاتحاد الافريقي التي ينبغي عليها أن تنظر إلي الخلافات الافريقية - الافريقية.
وأشار الخبير التشادي إلى أهمية تركيز الاتحاد الافريقي على ملف الاقتصاد فمثلا كينيا تعاني من مشاكل اقتصادية فهناك أزمة سيولة وأزمة رواتب وأزمة داخلية كبيرة جدا وقد شهدت مظاهرات تصدت لها قوات الجيش والقوات الأمنية.
دور مصر في افريقيا
وقال جبرين “اتمنى أن تعزز مصر من تواجدها في جنوب أفريقيا جنوب الصحراء فدورها مهم جدا خاصة أن في ظل أهمية العلاقات المصرية مع دول جنوب الصحراء وكيف أن هذا العلاقات استثمرت في كثير من المحافل وكانت مفيدة لكل الأطراف،”، مشيرا إلى أن مصر دولة صناعية ودولة منتجة للكثير من المواد الاستهلاكية التي تحتاجها الدول الأفريقية مشيرا إلى أن المنتجات المصرية بدأت الظهور في رواندا مثل العصائر والمشروبات والمكرونة بعد ان كانت شبه غائبة.
وأوضح الخبير السياسي التشادي أن مسألة الديون الأفريقية مهمة لكن الشئ الجيد أن الصين متعاونة، وكل فترة نرى الصين تلغي بعض الديون وتتنازل عنها بالنسبة للدول الأفريقية وبالنسبة للمجتمع الغربي نادرا ما تقدم المؤسسات الغربية المالية تنازلات وتتخلي عن ديونها بالنسبة للدول الأفريقية وايضاً هناك معضلة أخرى فالدول الأفريقية نفسها ليست قادرة على دفع فوائد الديون للجهات المانحة وهذا سيسبب مشاكل اقتصادية داخلية.