"هلت البشاير".. السياحة تستعيد عافيتها وتتخطى "عام الذروة" لأول مرة: 15 مليون زائر فى 2023
استطاع القطاع السياحى تحقيق طفرة قوية خلال الفترة الماضية، وسجلت وزارة السياحة والآثار معدلات هى الأعلى منذ ٢٠١٠، الذى يطلق عليه «عام الذروة السياحية»، بعدما شهد وصول الأعداد السياحية إلى قرابة ١٤.٥ مليون سائح.
وكسر العام الجارى المعدلات السياحية المسجلة فى ٢٠١٠، والذى أطلق عليه خبراء السياحة «عام القياس السياحى»، وذلك بتسجيل ٧ ملايين سائح، خلال الأشهر الستة الأولى من ٢٠٢٣، مع استهداف وزارة السياحة الوصول إلى ٨ ملايين سائح خلال الـ٦ أشهر المتبقية، لتختتم العام بـ١٥ مليون سائح، وفقًا لما أعلنه أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار.
وتصدر أبريل الماضى أعلى المعدلات السياحية، التى وصلت إلى مصر خلال شهر واحد، بينما وصل فى الأسبوع الأول من يوليو الجارى أكثر من ٢٨٠ ألف سائح، مع استهداف وزارة السياحة والآثار تحقيق نمو فى الأعداد بنسبة ٢٥٪ إلى ٣٠٪ سنويًا، وصولًا إلى ٣٠ مليون سائح بحلول ٢٠٢٨.
وتتعدد أسباب هذا التدفق السياحى الكبير، وعلى رأسها تطوير البنية التحتية، خاصة على مستوى الطرق والمطارات، ما أسهم فى خلق مقاصد سياحية جديدة جاذبة للسائحين، وفى مقدمتها الجلالة والعلمين الجديدة.
أحمد عيسى: نستهدف استقبال 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2028
قال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، إن الوزارة تركز على ٤ «منتجات سياحية» لاستقطاب السياح من مختلف دول العالم هى: سياحة الشواطئ، وسياحة العائلات، وسياحة الغوص، وسياحة الثقافة والتاريخ. وأضاف «عيسى»: «وصلنا إلى أعلى إيرادات سياحية فى مارس الماضى، وذلك بتحقيق زيادة تقدر بنحو ١١٪، مقارنة بنفس الشهر من عام ٢٠١٩، وفقًا لبيانات البنك المركزى، ولدينا الإمكانات للوصول إلى ١٥ مليون سائح بنهاية العام الجارى، و١٨ مليونًا بنهاية عام ٢٠٢٤».
وكشف عن أنه تم التواصل مؤخرًا مع أهم ١٥ شركة طيران تنفذ رحلات إلى مصر، والتعرف على أهم مطالبها، والمعوقات التى تعوق عملها، ونعمل حاليًا على حلها، من أجل زيادة أعداد السائحين خلال الفترة المقبلة.
وواصل: «هناك زيادة وصلت إلى ٣٦٪ فى أعداد الرحلات الوافدة هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، كما زادت أعداد السائحين القادمين إلى مصر بنحو ٤٠٪، بالتزامن مع إطلاق برنامج تحفيز جديد لدعم الطيران المباشر القادم من الدول الأوروبية، بالتعاون مع القطاع الخاص».
وشدد على أن تطوير البنية التحتية ساعد منظمى الرحلات الأجنبية فى تحديد زمن الانتقال من مقصد إلى آخر، وهذا لم يكن نستطيع فعله فى الماضى بسبب تكدس الطرق وحركة المرور، مضيفًا: «تطوير البنية التحتية أسهم فى وضع البرامج السياحية بشكل مميز».
وتابع: «خلال الأشهر العشرة الأخيرة تم افتتاح نحو ٥ آلاف غرفة فندقية، ولا تزال هناك نحو ٧٠ ألف غرفة فندقية تحت الإنشاء، وهذه أرقام صغيرة، لأنه للوصول إلى المستهدف، وهو ٣٠ مليون سائح، نحتاج إلى ما يقرب من ٤٠٠ ألف غرفة فندقية بحلول ٢٠٢٨».
وقال وزير السياحة إن هناك تعاونًا مع وزارة المالية لإعادة إطلاق مبادرات البنك المركزى لدعم صناعة السياحة، بداية من إطلاق مبادرة جديدة لإنشاء الغرف الفندقية، والتى تم الاتفاق على خطوطها العريضة بالفعل، وتتضمن توفير تمويل المستثمرين بتكلفة تمثل ١١٪ من الموازنة العامة للدولة.
وأضاف: «الأقصر وأسوان بهما ٧ آلاف غرفة فندقية، ولهذا نحتاج إلى إنشاء غرف فندقية بهما بشكل ملح، من أجل استيعاب أكبر عدد من السائحين، كما أننا نعمل على استهداف شريحة جديدة من السائحين الأعلى إنفاقًا بهدف زيادة الإيرادات السياحية، فضلًا عن توفير أراضٍ للاستثمار السياحى بالتعاون مع وزارة الإسكان»، لافتًا إلى أن وزارة السياحة والآثار لديها مسارات عديدة مع كل الوزارات المعنية، للنهوض بالقطاع السياحى والوصول إلى المستهدف من قبل الدولة.
غادة شلبى: تطوير الطرق خلق مقاصد جديدة
أكدت غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار، أن تطوير شبكة الطرق ساعد فى زيادة معدلات التدفق السياحى بشكل كبير، وارتفاع التقييم الإيجابى من السائحين لتجربة الانتقال من نقطة إلى أخرى، مشيرة إلى أن هذا التطوير وفر ساعات كانت تُستهلك فى أكثر من مسار للوصول إلى أفضل الطرق المتاحة.
وقالت: «وزارة النقل لديها ملف كامل بالطرق السياحية وتأهيلها وتطويرها، وهناك تنسيق كامل بينها وبين وزارة السياحة والآثار فى هذا الملف، بالتزامن مع التطوير الذى نفذته الدولة فى ملف الموانئ لاستقبال سياحة اليخوت».
وأشارت إلى أن تطوير البنية التحتية ساعد فى خلق مقاصد سياحية جديدة مثل العلمين الجديدة والجلالة والعاصمة الإدارية وغيرها، متابعة: «الدولة نجحت فى جعل العلمين الجديدة مدينة متكاملة ويتوافر بها كل الخدمات التى يحتاجها المقيم».
وشددت على أن إقامة مهرجان مدينة العلمين الجديدة سيبرز الترويج الذى تنفذه الدولة، كاشفة عن أن العلمين باتت جاذبة للسياحة العربية، وبدأ السائحون العرب فى التوافد عليها منذ العام الماضى، ويتم التفكير حاليًا فى أن تستقطب المدينة السائحين من مختلف الجنسيات، وكذلك نعمل على عدم اقتصار زيارتها على الموسم الصيفى، وجعلها ممتدة طوال العام.
وأضافت نائب وزير السياحة والآثار: «نعمل على رفع كفاة المواقع السياحية والأثرية، لتحسين تجربة السائحين، وهذا يعتبر أهم ما نعمل عليه خلال الفترة الحالية، خاصة فى منطقة الأهرامات والمعابد الأثرية فى الأقصر وأسوان، مع رصد ومتابعة دورية لتعليقات السائحين على المواقع السياحية الكبرى والفنادق، والتحرك فورًا لمعالجة أى أزمة».
أحمد دسوقى:«العلمين الجديدة» تحولت لـ«قِبلة العرب»
شدد أحمد دسوقى، الخبير السياحى، على أن الدولة نجحت فى تحويل مدينة العلمين الجديدة من منطقة مهملة إلى مدينة سياحية عالمية، طبقًا لأفضل معايير الجودة، مشيرًا إلى أن السياح يأتون إلى العلمين الجديدة من كل مكان، وأن إقبال السياح العرب هو الأكبر.
وقال «دسوقى» إن خطة الدولة لبناء العلمين الجديدة تضمنت النهوض بالبنية التحتية، لتتحول المنطقة خلال ٥ سنوات إلى وجهة سياحية جذابة، وهذا إنجاز كبير يُحسب للقيادة السياسية.
وأضاف أن التطوير فى الماضى كان يصل حتى منطقة مارينا فقط فى الساحل الشمالى، وبعد ذلك، وبفضل جهود الدولة، ظهرت منشآت فندقية جديدة، وكل يوم نرى التطوير يصل إلى مكان جديد، مشيرًا إلى أن مهرجان العلمين الجديدة سيجذب المزيد من المستثمرين إلى المدينة، وسيروج لها كمقصد سياحى مهم، لافتًا إلى أن هناك سياحة للمهرجانات، تجذب شرائح جديدة من السياح والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وأكد أن الدولة مهتمة بالمدينة، وتوفر جميع الخدمات التى يحتاج إليها المستثمرون والسياح، موضحًا أن التطوير الذى يجرى حاليًا لمنطقة الساحل الشمالى سيجعلها من أهم المناطق الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والزراعية الواعدة خلال السنوات القليلة المقبلة، موضحًا أن أعمال التطوير الحالية تصل حتى منطقة رأس الحكمة الجديدة، والتى ستكون مقصدًا سياحيًا جديدًا.
ونوه بأن تطوير منطقة الساحل الشمالى يعد من المشروعات القومية التى تعمل عليها الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيدًا بجهود القيادة السياسية فى بناء مدن الجيل الرابع، وفى مقدمتها العلمين الجديدة والجلالة والعاصمة الإدارية الجديدة.
إطلاق أولى رحلات «القاهرة- مانشستر»
أكد السفير البريطانى لدى مصر جاريث بايلى، أن خط الطيران المباشر الجديد «القاهرة/ مانشستر»، سيعزز العلاقات الثقافية والتجارية والسياحة والروابط بين الشعبين.
وقال «بايلى»، فى بيان للسفارة البريطانية، أمس الأحد، بمناسبة إطلاق أولى رحلات الخط المباشر القاهرة/ مانشستر، والمقرر تشغيله خمس مرات أسبوعيًا: «سعدت كثيرًا بمشاهدة إطلاق أولى رحلات مصر للطيران إلى مانشستر التى افتتحت أحدث خط جوى بين المملكة المتحدة ومصر».
وأضاف: «يوفر هذا التوسع فرصًا للمسافرين المصريين والبريطانيين، وسيعزز علاقاتنا السياحية والثقافية والتجارية المزدهرة بالفعل، والأهم من ذلك أنه يربط بين شعوبنا».
يعد خط الطيران المباشر بين القاهرة ومانشستر، الخط التشغيلى الوحيد من المملكة المتحدة إلى القاهرة إلى جانب خط لندن.
الألمان والإسبان فى المرتبة الأولى
استقبلت مصر سياحًا من مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر الـ٦ الأولى من العام الجارى، وجاءت السوق الألمانية فى المرتبة الأولى، وبعدها السوق الروسية ثم الإيطالية، ومن المتوقع وصول ٨٠٠ ألف سائح إيطالى بنهاية العام الجارى.
واحتلت السوق الإسبانية المرتبة الأولى فى الأسواق الوافدة إلى مقاصد السياحة الثقافية، فى القاهرة والأقصر وأسوان، إضافة إلى أسواق التشيك وبولندا وأمريكا، وحققت السياحة المصرية نموًا بنحو ١١٪ خلال الفترة المشار إليها، مقارنة بنفس الفترة من عام ٢٠١٩.
محمد عثمان: إقبال من الصينيين واليابانيين فى أغسطس
قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية فى مصر، إن وكالات الأنباء العالمية تحتفى كل يوم بجهود الدولة المصرية، التى نهضت بقطاع السياحة فى مصر، عبر فتح أسواق جديدة وتنفيذ مشروعات تطوير ضخمة.
وأضاف «عثمان» «الأرقام إيجابية جدًا فى النصف الأول من العام الحالى، وهذا مبشر، ومن المعروف أن النصف الثانى من العام، فى الصيف، يكون الإقبال أكبر، بسبب سياحة الشواطئ».
وأوضح: «فى الصيف، يتجه ٨٠٪ من السياح للشواطئ»، مشيرًا إلى أن التدفقات السياحية خلال الـ٦ أشهر الأولى من ٢٠٢٣ زادت بنسبة ٢٢٪، بينما زاد معدل متوسط إنفاق السائح بنسبة ١٨٪.
وأضاف: «استطاعت مصر جذب السياحة الأمريكية للمقاصد المصرية، كما حدثت طفرة فى إقبال السائح الإسبانى، الذى يفضل الأقصر وأسوان رغم ارتفاع درجات الحرارة».
ولفت إلى أن إقبال السياح من الصين واليابان يزيد خلال شهر أغسطس، ونوه بأن موسكو ستستضيف معرضًا عن كنوز مقبرة توت عنخ آمون الأمر الذى يزيد من الحركة السياحية الوافدة من روسيا للمقاصد السياحية الثقافية فى مصر.