الأهرامات لم تنهَر.. ما حقيقة الصور المثيرة للجدل عن الهرم المائل؟
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، صور لهرم في الجيزة، قيل إنه انهار وإن أحجاره تتفكك تباعًا، وأثارت الصور ردود أفعال متباينة بين المصريين والمولعين بالآثار.
ولكن سرعان ما اتضح أن الصور غير صحيحة ولا تخص أهرامات الجيزة، بل هي لهرم دهشور المعروف بـ"الهرم المائل"، واحد من الأهرامات التي شيدها الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة.
الهرم المائل.. شائعة عن انهياره تثير الجدل
واتضح أن الهرم لديه جزء متهدم منذ آلاف السنين، وهو بسبب تغيير زاوية بنائه أثناء العمل لأسباب هندسية وإنشائية.
وزارة السياحة والآثار في مصر نفت هذه الشائعة وحذرت المواطنين ورواد مواقع التواصل من نشر الأخبار والصور المزيفة عن الآثار المصرية، وطالبتهم بالتأكد من مصادرها قبل نشرها، لحماية سمعة مصر وثرواتها التاريخية.
الهرم المائل.. تحفة هندسية لسنفرو في دهشور
في موقع دهشور جنوب الجيزة، يقف هرم دهشور المائل كشاهد على تطور تقنية بناء الأهرامات في مصر. هذا الهرم هو أحد ثلاثة أهرامات أنشأها الملك سنفرو، أول ملوك الأسرة الرابعة، وهو من أول الأهرامات التي تمتلك جوانب مستقيمة وليست مدرجة.
يصل ارتفاع الهرم إلى 101.1 متر وقاعدته إلى 188.6 متر، كما يتميز الهرم بانحناء في شكله ناتج عن تغيير زاوية بنائه أثناء العمل. بدأ البناء بزاوية 58 درجة، ولكن عندما وصل إلى نصف ارتفاعه تقريبًا، تم خفض الزاوية إلى 43 درجة بسبب مشكلات هندسية وإنشائية.
السبب وراء هذا التغيير غير معروف، ولكن يُعتقد أن الأحجار كانت ثقيلة جدًا للاستمرار في الارتفاع بالزاوية الأولى، أو أن الأساس كان ضعيفًا وغير مستقر، أو أن المهندسين اكتشفوا أن الزاوية الأولى ستؤدي إلى هرم ضخم جدًا وصعب التشطيب.
الهرم لديه مدخلان في الجانبين الشمالي والغربي، يؤدي كل منهما إلى غرفة دفن داخلية، تحتوي كل غرفة على سقف متدرج يزيد من ارتفاعها. تقع غرفة الجانب الشمالي تحت سطح الأرض، بينما تقع غرفة الجانب الغربي على ارتفاع داخل الهرم.
الهرم لديه أيضًا هرم تابع صغير في جانبه الجنوبي، والذي يُعتقد أنه كان لزوجة سنفرو أو ابنته. كان هذا الهرم مغطى بالحجارة الملونة التي تظهر لونًا أخضر في ضوء الشمس.
الهرم يحيط به جدار منحوت من الحجارة، وكان لديه معبدان ملاصقان: معبد عالٍ قرب قاعدة الهرم، ومعبد جنائزي قرب نيل. كان المعبدان مزودين بأضرحة وتماثيل وأثاث جنائزي لسنفرو.
الهرم يشكل نقطة انطلاق لتطور تقنية بناء الأهرامات في مصر، فقد استفاد سنفرو من تجربته في بناء الهرم المائل وبنى بعده هرمًا آخر في دهشور يسمى الهرم الأحمر، والذي يعتبر أول هرم كامل في التاريخ.
كما أثر الهرم المائل على بناء هرم خوفو في الجيزة، والذي يعتبر أكبر هرم في العالم. الهرم المائل هو تحفة هندسية لسنفرو في دهشور، وهو جزء من تراث مصر الحضاري والثقافي.