اليوم.. البيزنطيون يحتفلون بذكرى يوسف المعترف وأكيلا الرسول
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس يوسف المعترف رئيس أساقفة تسالونيكي، وهو شقيق ثاوذورس الاستودي، ولد في القسطنطينيّة حول سنة 762. انتحل الحياة الرهبانية. وعكف مع اخيه على تأليف التسابيح الطقسيّة، فكانت قوانين التريودي وبعض قوانين البنديكستاري، وقوانين ايام الاسبوع في الاكطويخوس الكبير من تأليفه. ثم نصب رئيس يناضل عنها بجرأة رسوليّة، حتى ازاء الاباطرة. وقد دفع غاليًا ثمن هذه البطولة. انتقل إلى الله في 15 تموز سنة 832. ونقل رفاته المقدس إلى دير الاستوديون في القسطنطينيّة، ودفن بالقرب من رفات اخيه ثاوذورس وعمّه افلاطون، سنة 844.
بالإضافة إلى الاحتفال بتذكار القدّيس أكيلا الرسول، وهو وزوجته برسكلّة يهودي الأصل. انتحل الايمان بالمسيح في روما. ثم طرده منها مرسوم الإمبراطور كلوديوس حول سنة 50. وحول سنة 52 نراه في كورنش مضيفًا بولس الرسول. وكانا كلاهما خيام فاشتعلا معًا. ثم لحق اكيلا وزوجته بالرسول إلى أفسس. وبعد سفر بولس إلى أورشليم، اذ لقيا أبولّوس الاسكندري الذي كان يكرز بمعمودية يوحنا، شرحا له طريقة الرب أتمَّ شرح. لا شك إنهما ذهبا بعد ذلك إلى روما، لان الرسول يسلّم عليهما في رسالته إلى الرومانيين بوصفهما "المعاونّيْن له في يسوع المسيح" ثم يسلّم عليهما ايضاً في رسالته الثانية إلى تيموثاوس مما يحمل على الظن إنهما رجعا إلى أفسس.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال لنا الكتاب المُلْهَم: إِنَّكَ "تَرحَمُ جَميعَ النَّاس لأنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا. فإِنَّكَ تُحِبّ جَميعَ الكائنات ولا تَمقُتُ شَيئًا مِمَّا صَنَعتَ فإِنَّكَ لَو أَبغَضتَ شَيئًا لَما كوّنتَه... ولأنَ كُلَ شيَء لَكَ أيُّها السّيدُ المُحِب لِلحَياة". ما الّذي جعله ينزل من السماء، ويحمل اسم يسوع؟..: "ستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" إن حبّه الكبير للإنسان، ورحمته للخطأة هما ما جعلاه ينزل من السماء.
لماذا قبل إذًا بأن يحتجب مجده في جسد قابل للموت، لو لم يكن يرغب بشدّة أن يخلّص من تاهوا، ومن فقدوا كلّ أمل بالخلاص؟ لقد تكلّم عن هذا الأمر بنفسه: "لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" عوضًا عن تركنا نهلك، فعل كلّ ما يمكن أن يفعله الإله العليّ القدير بحسب صفاته الإلهية: لقد قرّب نفسه. وهو يحبّنا لدرجة أنه يريد أن يمنح حياته لكلّ شخص منّا، بثقة كاملة، وبتأكيد كبير، كما لو لم يكن هناك سوى إنسان واحد ليخلّصه. إنه أفضل صديق لنا...إنه الصديق الوحيد الحقيقي، وهو ينشر كلّ الأساليب الممكنة ليحصل على حبّنا له في المقابل. هو لا يرفض لنا شيئًا، إن قبلنا أن نحبّه.
يا ربّي ومخلّصي، أنا بين يديك في أمان. إن تحرسني، فليس هناك ما أخافه؛ لكن، إن تركتني، أفقد الأمل بكلّ شيء. لا أعرف شيئًا مما سيحصل لي حتى ساعة مماتي، لا أعرف شيئًا عن المستقبل، لكنّي أتكّل عليك...ألقي بنفسي عليك كليًّا، لأنك تعرف ما أجهله، تعرف ما هو خير لي.