منهم كونديرا وكافكا وتولستوى.. عظماء تجاهلتهم جائزة نوبل
تستحوذ جائزة نوبل في الأدب على تاريخ حافل بالجوائز المثيرة للجدل، فقد تم تجاهل العديد من المؤلفين العالمين من قبل لجنة نوبل، وهو أمر أثار سخط الكثير من الكتاب والنقاد.
فكتب جوزيف إبستين الكاتب والأستاذ الجامعي الأمريكي، في صحيفة وول ستريت جورنال: "قد لا تعرف، ولكنك وأنا أعضاء في نادٍ يضم زملاء مثل ليو تولستوي، وهنري جيمس، وأنتون تشيخوف، ومارك توين وهنريك إبسن ومارسيل بروست وجوزيف كونراد وجيمس جويس وتوماس هاردي وخورخي لويس بورجيس وفلاديمير نابوكوف، وهو النادي غير الفائز بجائزة نوبل في الأدب، كل هؤلاء الكتاب العظماء، الذين ما زالوا على قيد الحياة عندما تم منح الجائزة لغيرهم، والتي بدأت في عام 1901، ولم يفزوا بها" .
في التقرير التالي، نستعرض أبرز أسباب تجاهل الجائزة المرموقة، لهؤلاء الكتاب على الرغم من شهرتهم العالمية وأعمالهم الأدبية الإبداعية الغير مسبوقة.
ليو تولستوي
هو الكاتب الذي كتب أعمالا نالت شهرة عالمية، وفي تقريره إلى الأكاديمية، قال رئيس لجنة نوبل إنه بينما كان معجبًا بـ "الإبداعات الخالدة" للكاتب مثل الحرب والسلام وآنا كارنينا، لم يستطع التغاضي عن نظريات تولستوي الاجتماعية والسياسية، ولا افتراضاته في إعادة كتابة العهد الجديد "بروح نصف صوفية ونصف عقلانية"، ولا إنكاره لكل من الأمم والأفراد حق الدفاع عن النفس.
ورغم ذلك، فقد كان ليو تولستوي هو الكاتب الذي وضع حجر الأساس للعديد من المؤلفين الآخرين، فاعتبره وولف وفلوبير وتشيكوف وجويس وفولكنر وبروست ونابوكوف واحد من أعظم الروائيين، ولهذا السبب وحده استحق جائزة نوبل، ولكن للأسف، جاء اعتراف هؤلاء المؤلفين المعاصرين به بعد وفاته.
جورج أورويل
لو عاش لفترة أطول، لكان من المؤكد أن جورج أورويل حصل على جائزة نوبل ، فقد توفي بعد أقل من عام بقليل من نشر- ما يمكن قوله- أنه أفضل أعماله وهو كتاب 1984، فهو من بين المؤلفين الآخرين الذين حالت وفاتهم دون حصولهم على جائزة نوبل.
آرثر ميلر
كان الكاتب آرثر ميللر الحائز على جائزة بوليتزر، أحد أعظم الكتاب المسرحيين في القرن العشرين وآخر عملاق في المسرح الأمريكي، وكان مرشحًا للجائزة المرموقة ولكنه لم يفز بها، وقيل أن أعماله شعبية للغاية وقتها، والذي عُرف بمسرحياته الرمزية الممتزجة الواقعية والحياة الاجتماعية، مثل مسرحيته موت بائع متجول، ومشهد من الجسر، وبعد السقوط.
ميلان كونديرا
لم يفز كونديرا بجائزة نوبل، على الرغم من فوزه بالكثير من الجوائز العالمية المرموقة كجائزة الدولة النمسوية للأدب الأوروبي وجائزة الدولة التشيكية للآداب، وجائزة فرانز كافكا، وغيرها، حيث نالت أعمال كونديرا إعجاب الكثير من النقاد والأدباء والقرأ حول العالم، مثل المزحة، الضحك والنسيان، والهوية، وكئن لا تحتمل خفت، لكن البعض رأى أن الجائزة تتجاهل أصحاب التسعين، وتتجه لأصحاب الفئات العمرية الأصغر والشباب.
هاروكي موراكامي
ومن الكتاب المعاصرين أيضًا الذين لم يفوزا بنوبل، هو الكاتب هاروكي موراكامي، فاسمه مرشح دائم لجائزة الأكاديمية السويدية، فيظهر اسمه كل عام على الساحة للفوز بنوبل، ولكنه لم يحصل عليها، فهو مؤلف الكتب الشهيرة "كافكا على الشاطئ"، و"الغابة النرويجية"، وهناك الكثير من الأسباب التي يتم تداولها بسبب عدم فوزه، مثل أنه صاحب الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم، وهي الحالة التي لا تنظر إليها الأكاديمية أو الشخصية الروائية الخفيفة وأسلوبه الأدبي البسيط، تلك الأسباب التي أشار إليها بعض النقاد عن أعماله التي نالت شهرة كبيرة بين القرأ.
فرجينيا وولف
على الرغم من كونها سيدة المشهد الأدبي اللندني خلال العشرينات من القرن الماضي، ولها دور كبير في تسليط الضوء على دمج النسوية في الحياة الاجتماعية، وهي مؤلفة الكثير من الأعمال الشعبية مثل السيدة دالواي، وإلى المنارة، وغيرها، ولكن الأكاديمية السويدية تجاهلت وولف، حسبما يشير النقاد، في وقت بدا فيه العالم غير مستعد لمكافأة كاتبة.
فرانز كافكا
على الرغم من واحدًا من الكُتاب الأكثر تأثيرًا في أدب القرن العشرين من خلال روياته الكابوسية، مثل أعماله المحاكمة والقلعة والتحول وغيرها، إلا أنه لم يفز أبدًا بجائزة نوبل للآداب، وحسبما يرى النقاد أن رؤييته الأدبية لم تكن الأكاديمية جاهزة لها بعد.