قبل الاحتفال بصومها.. صعود العذراء فى فكر الطوائف المسيحية
تتأهب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 7 أغسطس 2023 لبدء صوم السيدة العذراء مريم، والذي يستمر لمدة 15 يومًا وينتهي في 22 أغسطس بعيد صعود العذراء مريم، وفي هذا التقرير نستعرض معلومات عن صعود العذراء في فكر الطوائف المسيحية.
- صعود العذراء فى فكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وقال الأغنسطس حسام كمال، في كتابه عن «صوم العذراء مريم»، إنه تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن العذراء مريم قد رفعت الملائكة جسدها إلى السماء بدون روح (ميت) فلم يكن صعود جسدها مثل صعود إيليا النبي في مركبة نارية (2 مل 11:2) أو مثل أخنوخ البار (تك 24:5) فهما لم يموتا مثل باقي البشر، لكن السيدة العذراء ماتت ودفنها التلاميذ في قبر بالجثمانية وبعد ثلاثة أيام رفعت الملائكة الجسد فقط إلى السماء، وهذا ما يؤكده سنكسار 16 مسري، والذي يوافق عيد إعلان إصعاد الجسد للسماء، أنه اليوم السادس عشر من شهر مسرى في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بتذكار إعلان إصعاد جسد القديسة الطاهرة مريم إلى السماء.
وتنيَّحت القديسة الطاهرة مريم في 21 طوبة، وكان الآباء الرسل- ماعدا توما الذي كان مشغولاً بالتبشير في الهند- مجتمعين حول جسدها يتباركون منه، ثم قام الرسل بدفن جسدها الطاهر في القبر المعد لها في الجثمانية، ولم تنقطع أصوات التسابيح الملائكية حول القبر لمدة ثلاثة أيام، كما فاحت رائحة البخور الذكية التي عطرت المكان كله، وفي اليوم الثالث انقطعت أصوات التسابيح ورائحة البخور إذ إن الملائكة حملوا الجسد الطاهر إلى السماء دون أن يشعر الرسل بذلك.
وكان الرسول توما قبل ذهابه إلى الهند قد بشّر في بلاد العرب وبلاد ما بين النهرين وفارس. وبعد أن ذهب إلى الهند وأسس كنيستها أراد أن يرجع ويتفقد الكنائس التي أسسها قبلاً، وأثناء رجوعه رأى أعلى أحد الجبال مجموعة من الملائكة يطلبون منه بصوت مسموع قائلين: "أسرع وقَبِّل جسد والدة الإله"، فأسرع وقبّله وتبارك منه، وسقط الزنار الذي كان على الجسد المقدس فأسرع والتقطه ممجداً الله على هذه البركة، ثم أكمل جولته التفقدية في الكنائس.
ثم رجع إلى أورشليم وطلب أن يرى القبر الذي دُفنت فيه العذراء مريم، فأروه له، ولكي يُظهر عظم معجزة إصعاد الجسد الطاهر تظاهر بأنه لا يصدق أنها ماتت مثل سائر البشر، وطلب أن يرى الجسد الطاهر بعينيه، فلما رفعوا الحجر لم يجدوا الجسد في القبر، فخافوا جداً واندهشوا، وأخذ توما الرسول يشرح لهم ما رآه وكيف أن الملائكة قد حملت الجسد الطاهر إلى السماء، وكيف تبارك هو منه بأمر الملائكة وأراهم الزنار.
وتابع: عندئذ قرر الرسل الذين في أورشليم صوماً لكي يُظهر لهم الرب يسوع أمر الجسد وأين هو، واستمر الصوم أسبوعين، وفى اليوم السادس عشر من شهر مسرى ظهر لهم الله ومعه العذراء مريم وأعلمهم أن جسد العذراء مريم في السماء.
- فكر الكنيسة الكاثوليكية
وتابع الأغنسطس حسام كمال: في اليوم الأول من شهر مايو عام 1946 م سأل البابا بيوس الثاني عشر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية: هل يؤمن المسيحيون بانتقال العذراء مريم بالنفس والجسد معاً؟، فكان شبه إجماع، وفي أول شهر أكتوبر عام 1950 م أعلن البابا عقيدة انتقال مريم بالنفس والجسد أي مثل السيد المسيح صعد بإرادته حياً.
- فكر الكنيسة البروتستانتية
مارتن لوثر:
لم يعط مارتن لوثر حكماً واضحاً في عقيدة انتقال العذراء مريم، بل اكتفى بقوله: "لا نستطيع من هذا الإنجيل أن نستنتج طريقة وجود العذراء في السماء، وعلى كل حال ليس من الضروري أن نعرف مصير القديسين في السماء بل يكفي أن نعرف أنهم يحيون في المسيح".
بولينجر:
كتب في عام 1565م: "لا يستطيع أحد أن يجزم في موت العذراء وانتقالها، وإن أردت البحث في بعض الأحداث التي لم يتكلم عنها الكتاب المقدس وأردنا إيضاحها ففي ذلك خطر، فلنكتفي بالإيمان أن مريم العذراء هي فاعلة في السماء مشتركة في السعادة كلها".
إلا أنه عاد ليكتب في نفس الموضوع عام 1568 م، وقال: "إن إيليا قد انتقل بالجسد ونفسه على مركبة من نار ولم يدفن جسده في أية كنيسة بل صعد للسماء لنعرف من جهة أي خلود وأي مكافأة يعد الله لأنبيائه الأمناء وخلائقه البارزين، ومن جهة أخرى لينزع من الناس إمكان تكريم هذا الجسد، لهذا السبب حسب اعتقادنا رفع الملائكة إلى السماء الجسد المقدس وهيكل الروح القدس والدة الإله"، إذن جسد السيدة العذراء قد رفعته الملائكة للسماء بلا روح وليس كما تصور بعض أيقونات العذراء.