"اللاتينية" في احتفالات اليوم: هكذا انتقلت الخطيئة من آدم للجنس البشري
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول السبت الثالث عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد انتقلت خطيئة آدم إلى جميع أولاده وإلى جميع الجنس البشري.. لذلك كان من الضروري أن يمتدّ برّ الرّب يسوع المسيح ويغطّي الجنس البشري أجمع؛ وكما أن آدم بسبب معصيته أفقد ذريته الحياة، كذلك فإنّ الربّ يسوع المسيح، من خلال طاعته، أعد إليهم الحياة.
في ملء الزّمن، اتّخذ الربّ يسوع المسيح له نفسًا وجسدًا – من خلال مريم – على مثال طبيعتنا البشريّة. وهو قد أتى ليُنقذ هذا الجسد، ولم يتركه في مَثْوى الأَمْواتِ، بل وحدّه مع روحه وجعله له. هذا هو عرس الربّ، وارتباطه بجسدٍ واحد حيث "بفعل هذا السرّ العظيم"، "يَصيرُ ٱلِٱثنانِ جَسَدًا واحِدًا... سِرُّ ٱلمَسيحِ وَٱلكَنيسَة". لقد ولد الشعب المسيحي من هذا الاتحاد، والذي حلّ عليه الرُّوح القدس. وانتشر هذا البذر النازل من السماء لساعته في جوهر نفسنا وامتزج بها. وفي الوقت الّذي فيه ننمو في رحم والدتنا، ونكبر في أحشائها نتلّقى الحياة من الربّ يسوع المسيح. وهذا ما دفع بولس الرسول إلى القول: "كانَ آدمُ الإِنسانُ الأَوَّلُ نَفْسًا حَيَّة- وكانَ آدمُ الآخِرُ رُوحًا مُحْيِيًا".
هكذا يُنمّي الربّ يسوع المسيح أولادًا له في الكنيسة من خلال كهنته، كما يقول الرّسول بولس نفسه، "لأَنِّي أَنا الَّذي وَلَدَكُم بِالبِشارة، في المسيحِ يَسوع". وهكذا يقوم الربّ يسوع المسيح، من خلال روحه القدّوس، بخلق الإنسان الجديد الذي تشكّل في رحم أمّه، في جرن المعمودية على يدّي الكاهن، ويكون الإيمان شاهدًا له... لذا يجب أن نؤمن أنه يمكن لنا أن نولد ... وأن الربّ يسوع المسيح هو الذي يهبنا الحياة. وهو ما يقوله يوحنا الرسول، "أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله".