اليوم.. الكنيسة اللاتينية تُحيي ذكرى الشهيدة غورتي
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم الخميس، بذكرى القدّيسة ماريّا غورتي، البتول الشهيدة.
وألقت الكنيسة عظتها الاحتفالية بهذه المناسبة، قالت فيها:
قال الكتبة فيما بينهم: "إِنَّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟ " وما كان ردّ المخلّص؟ هل اعترض على هذا الكلام؟ فلو لم يكن مساوٍ لله لقال: "لماذا تنسبون إليّ هكذا ادعاء؟" لكنّه لم يقل أيّ شيءٍ مماثل، بل على العكس أكّد ما قاله أعداؤه. لأنّ الحقيقة لا تُثبّت من خلاله بل من خلال الآخرين، وليس فقط من خلال الأصدقاء بل من خلال الأعداء أيضًا. فقد أظهر معلّمنا قدرته من خلال أصدقائه عندما قال للأبرص: "قد شِئتُ فَابرَأ"، ولقائد المئة: "لَم أَجِدْ مِثلَ هذا الإِيمانِ في أَحَدٍ مِنَ إِسرائيل" وها هو الآن يجعل من أعدائه شهودًا...
كما يوجد هنا أيضًا شهادة أخرى عن ألوهيّة الرّب يسوع المسيح بفعل مساواته مع الآب. ليس الله وحده قادرًا على غفران الخطايا فحسب، لكنّه يستطيع الدخول إلى خفايا القلوب. فقد كُتب: "فَعَلِمَ يسوعُ عِندَئِذٍ في سِرِّهِ أَنَّهم يقولونَ ذلك في أَنفُسِهم، فسأَلَهم: لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟" كتب النبيّ: "أَنتَ وَحدَكَ تَعرِفُ قُلوبَ بَني البَشَر"؛ "إِنَّكَ فاحِص القُلوبِ والكُلى أيّها الإِلهُ البارّ"؛ "فإنَّ الإنْسانَ إِنَّما يَنظُرُ إِلى الظَّواهِر، وأَمَّا الرَّبُّ فإِنَّه يَنظُرُ إِلى القَلْب". وفي الوقت نفسه، أعطى الربّ دليلاً جديدًا عن طيبته: "لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟"...
"ما الذي يبدو لكم أسهل: شفاء جسدٍ مريض أو غفران خطايا النفس؟ النفس أكثر ارتفاعًا وأمراضها صعبة الشفاء أكثر. لكن لأنّ ذلك الشفاء غير مرئي، سأقوم أمام أعينكم بشفاء مرئيّ حتىّ لو كان أقلّ أهميّة"... ثم أنهض الرّب يسوع المخلّع وأرسله إلى بيته وكأنّه كان يقول: بشفائك أردت أن أشفي هؤلاء الذين يبدون أصحّاء لكنّهم في الحقيقة مرضى النفوس. وبما أنّهم لا يريدون الشفاء، عد إلى بيتك؛ فهناك على الأقلّ، سيعطي شفاؤك ثمارًا.
وعن القدّيسة ماريّا غورتي، البتول الشهيدة، فقالت الكنيسة انها ولدت في كورينالدي في ايطاليا عام 1890 من اسرة فقيرة. كانت طفولتها قاسية، قضتها في مساعدة والدتها في شؤون البيت. وكانت تقية مواظبة على الصلاة. استشهدت وهي تدافع عن بتوليتها، مفضلة الموت على العار والخطيئة.