بيزنطيو مصر يحيون ذكرى 3 قديسين أثناسيوس ولمباذوس ومرتا أمّ القدّيس سمعان
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديسان أثناسيوس الذي كان في جبل آثوس والبار لمباذوس الصانع العجائب، والقدّيس اثناسيوس هو مؤسس الدير الكبير المعروف بدير لافرا في الجبل المقدس أي جبل آثوس، من بلاد اليونان. وانتقل إلى الله في أواخر القرن العاشر أو أوائل القرن الحادي عشر.
هذا بجانب تذكار القدّيسة مرتا أمّ القدّيس سمعان الذي كان في الجبل العجيب، وهي البارة مرتا، الشهيرة بمحبتها المسيحية المتدفقة على المساكين، انتقلت إلى الله سنة 551.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: منذ خطيئة آدم، ابتعدت النفس عن محبّة الله متّجهة نحو العالم الحاضر، واهتمّت بالأفكار الماديّة والدنيويّة. وبما أنّ آدم تلقّى الميول السيّئة نتيجة هذه الخطيئة، فبالتالي، إنّ كلّ الذين وُلدوا منه وكلّ نسله تلقّوا هذه الخميرة. بعدها، نمت الميول السيّئة بين البشر حتّى وصلوا إلى كلّ أنواع الاضطرابات. وأخيرًا، اخترقت خميرة الخبث البشريّة جمعاء...
بطريقة مماثلة، أراد الربّ خلال حياته على الأرض أن يتألّم من أجل كلّ البشر، وأن يفتديهم بدمه، وأن يدخل خميرة طيبته في النفوس المؤمنة الّتي أذلّها نير الخطيئة. أراد أن يحسّن فيها عدالة القواعد والفضائل حتّى تتّحد مع الخير متى اخترقتها الخميرة، وتشكّل "روحًا واحدة مع الربّ"، كما قال القدّيس بولس. إنّ النفس التي اخترقتها خميرة الرُّوح القدس، لا تعود تفكّر في الأمور السيّئة والخبيثة، كما كُتِبَ: إنّ المحبّة "لا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف" فبدون هذه الخميرة السماويّة، أي بدون قوّة الرُّوح القدس، من المستحيل أن تخرق وداعة الربّ هذه النفس وأن تصل إلى الحياة الحقيقيّة.