أسرار جديدة.. كيف تسبب البلوتوث والأوزان الزائدة في الانفجار المفاجئ للغواصة تيتان؟
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه مع ظهور السبب الحقيقي لانفجار الغواصة تيتان خلال رحلتها التفقدية لحطام سفينة تايتنيك، بات مستقبل شركة "أوشن جيت" محفوفا بالمخاطر.
وتابعت أنه مع ظهور تفاصيل إضافية حول الانفجار الداخلي القاتل للغواصة المنكوبة، أثارت المزيد من التخوفات بشأن رحلات الاستكشاف المقبلة التي تُخطط شركة "أوشن جيت" لإطلاقها الفترة المقبلة.
أسرار الانفجار المفاجئ للغواصة تيتان
وأضافت الصحيفة، أن هناك الكثير من الألغاز التي تُحيط بالانفجار الداخلي للغواصة المنكوبة، خصوصًا وأنها تخلصت من بعض أوزانها في مرحلة ما أثناء الهبوط دون سبب واضح أو ما إذا كانت هذه خطوة روتينية أو أنها كانت محاولة بائسة لإنقاذ المهمة وركابها الخمسة قبل الانفجار الداخلي، خصوصًا مع فقد الاتصال مع السفينة الأم لعدم استخدام أجهزة الاتصال السلكية في الغواصة والاعتماد على البلوتوث وهو أمر محفوف بالمخاطر.
قال روب ماكالوم، خبير الغواصات المخضرم الذي بدأ في جلب السياح إلى حطام تيتانيك في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين باستخدام الغواصات الروسية - وكان من بين أعضاء الصناعة الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن أوشين جيت قبل الكارثة - إن الغواصات تتخلص من الوزن للتحكم في طفوها.
وتابع ماكالوم: "في بعض الأحيان، يتخلصون من القليل من الوزن لإبطاء سرعة النزول، مع اقترابهم من القاع، وفي بعض الأحيان يتخلصون من الكثير من الوزن من أجل الصعود، سنحتاج إلى قراءة سجل الغوص لمعرفة الأوزان التي تم إسقاطها مباشرة قبل الكارثة."
وأضافت الصحيفة، أن المعروف حتى الآن عن الغواصة تيتان، أنها كانت تقترب بشكل كبير من حطام سفينة تايتنيك قبل أن يقع الانفجار الداخلي.
ناقوس الخطر
وأكد ماكالوم: "تحدثنا كثيرًا عن خطورة عدم التأكد من سلامة الغواصة تيتان، ولكن الشركة تجاهلت التحذيرات".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن شركة أوشين جيت، وضعت أعينها نصب استكشاف حطام سفينة تيتانيك في حوالي عام 2015، وتواصل ستوكتون راش مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي مع ماكالوم من أجل تسيير رحلات إلى حطام السفنية الأسطورية.
قال ماكالوم: "لقد أرادني أن أدير عملية تيتانيك له، في ذلك الوقت ، كنت الشخص الوحيد الذي يعرفه والذي قام برحلات استكشافية تجارية إلى تيتانيك، كانت خطة راش هي الذهاب إلى أبعد من ذلك وبناء مركبة خصيصًا لهذه الرحلة الاستكشافية متعددة الركاب".
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكالو الذي قال إنه قدم نصائح تسويقية ولوجستية إلى راش، زار في النهاية ورشة أوشن جيت في منطقة سياتل، لإلقاء نظرة على أول غواصة له، ولكنه حذر راش من أن تصميم الغواصة غير جيد كما أنها تفتقد للكثير من عناصر الأمان، وقال ماكالوم: "أخبرته أن الغواصة بها الكثير من الأخطاء التقنية، خصوصًا وأن نظام التحكم الخاص بها يستخدم تقنية بلوتوتث، بالرغم من أن كل غواصات العالم لديها أدوات تحكم سلكية لسبب ما وهو أنه إذا توقفت الإشارة، فلن تضيع، كما أن الغواصة علقت أكثر من مرة خلال الغوص في المياه الضحلة".
قرر مكالوم عدم المشاركة في المشروع، وقال إن قراره نابع من مجموعة متنوعة من المخاوف المتعلقة بالسلامة، بما في ذلك أن إجراءات إطلاق الغواصة واستعادتها كانت من بارجة وليست سفينة كبيرة.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن أصدقاء رش المقربين حذروه من الغواصة وأنها غير آمنة، حيث قال له كارل ستانلي، الذي كان على متن تيتان في رحلة استكشافية بالقرب من جزر الباهاما في أبريل 2019، إنه سمع أصواتًا مزعجة أثناء رحلته، حيث بدا الأمر وكأن ثمة شيئَا خطأ في منطقة التحكم، ما يعني أن الغواصة قد لا تكون قوية بما يكفي لتحمل ضغط الماء الهائل.