أبرزهن نبيلة عبيد ونادية الجندى.. نجمات رفعن شعار "الصحافة فى السينما المصرية"
مرت الصحافة في أفلام السينما المصرية بعدد من المراحل بدأت بتصويرها بشكل غير مرضي، فقد نظرت هذه الأفلام إلي الصحفي باعتباره شخص يقترب دائما من المشاهير و رجال الأعمال والمجتمع المرموقين و يتودد لهم، من أجل البحث عن خبر مثير يصلح للنشر أو ينشر حادث يثير من خلاله فضيحة تحقق له مجد شخصي مهما كانت العواقب.
رصد لنا المخرج بركات من خلال فيلم "ورد الغرام" 1950 عندما أظهر شخصية الصحفي المصور الذي التقط صورة للمرأة التي غابت عن الوعي و استخدمها، ونجده أيضا في فيلم "قصة حبي" و "ازاي انساك" و كل هذه الصور التي ظهر عليها الصحفي ما هي إلا صور ساذجة غرضها التهميش من دور الصحفي.
أنصاف و نضال
قد تغيرت بشكل واضح صورة الصحفي بعد قيام ثورة يوليو فصار الصحفي مناضل يتبني قضية وطنه سياسياً و اجتماعياً، و يرجع هذا التحول عندما أطل علينا الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بما كتبه للسينما مثل "الله معنا" 1955 و "أنا حرة" 1959، فقد دخل الصحفي السجن وواجه الكثير من المتاعب قبل الثورة من أجل الدفاع عن قضايا وطنه.
و من أشهر أفلام الخمسينات التي ظهرت فيها المرأة كصحفية
فيلم "موعد غرام" عام 1956
رأينا الصحفية نوال"فاتن حمامه" في مهمه صحفية بالإسكندرية، و يلتقي بها سمير"عبد الحليم حافظ" في القطار أثناء عودتها و هو عاشق للنساء، يحاول أن يتقرب منها، لكنها تبدو فتاة ملتزمة و لا تعيره انتباه، كان على نوال أن تذهب إلى عملها بسرعة من أجل تسليم التحقيق الصحفي الذي كتبته إلي رئيس التحرير، لكنها عندما تفتح الحقيبة تكتشف أنها تبدلت بحقيبة سمير للتشابة الكبير بينهم، وعندما يذهب سمير لتصحيح الخطاء نرى أن الصحيفة التي تعمل بها ليست مؤسسة كبيرة و لكنها شقة متواضعه وليس بها محررين صحفيين غير زميلتها و رئيس التحرير نظرا للوقت المتاخر الذي ذهب فيه سمير لنوال.
بطولة فاتن حمامة و عبد الحليم حافظ و اخراج بركات.
فيلم "هدى و معالي الوزير" 1995
فيلم "هدى و معالي الوزير" هو اسم حقيقي لصحفية في جريدة اخبار اليوم، كشفت قضايا فساد تتعلق بالسيدة هدى عبد المنعم صاحبة شركات عقارات و التي كتبت عن هذه الشركة و أعمالها غير القانونية مما أدى بالسلطات المسؤولة إلي وضعها في دائرة المسائلة، فهربت من مصر إلى اليونان قبل أن يتم التحقيق معها، وقد كان اسم فيلم المخرج سعيد مرزوق جريئا حين أصر على كتابة اسم صاحبة الشركة الأول على الفيلم و ايضا باسم الصحفية، مما دفع المرأة الحديدية كما اسمتها الصحافة إلى اللجوء الى القضاء، و قد وضعت تهاني يدها على القضية و كشفت ملابساتها على صفحات جريدتها وقد ساندها رئيس التحرير إبراهيم سعده الذي جاء اسمه صراحة في الفيلم، قدمت المرأة الحديدية رشوة لزوج الصحفية من أجل تعرضها للمخاطر لكي تتوقف عن الكتابة، ولكن هذا لم يوقف الحملة ضدها.
الفيلم بطولة: نبيلة عبيد و يوسف شعبان و إخراج سعيد مرزوق.
فيلم "قضية سميحة بدران" 1990
أطلت علينا مره أخرى الفنانة نبيلة عبيد وجسدت دور سميحة بدران الصحفية الجادة الملتزمة دوما بالوقوف بجانب الحق و البحث عن القضايا الساخنة، و التي حصلت على جائزة لمعاونتها الشرطة في الايقاع بعنتر مهرب المخدرات، يعرض عليها يوسف جارهم القديم الزواج بغرض نسج خيوط التأمر ضدها خوفا من فضح أمره كونه أحد معاونين عنتر تاجر المخدرات، طوال أحداث الفليم لم تدرك سميحة أنها مستهدفة من زوجها بسبب سذاجتها و برائتها في التعامل معه، و لكنها تكشف أمره و يكاد أن يقتلها غرقا في حمام السباحة بل و يطلق عليها الرصاص، يعكس لنا هذا الفيلم الصورة الجادة التي تعاملت بها السينما مع الصحفيات فسميحة صاحبة مبادئ لا تحيد عنها بل إنها تصبح أكثر تشددا و صلابة عندما تجد أن الفساد وجد طريقة عبر جدران منزلها.
الفيلم بطولة: بطولة نبيلة عبيد و صلاح قبيل و أخراج إيناس الدغيدي.
فيلم "الارهاب" 1989
دخل الإرهاب منزل الصحفية عصمت عندما تم خديعتها من قبل عمر الإرهابي بعد أن يثبت لها برائته من التهم المنسوبة اليه كما استخدم ابنته المريضة و والدته المسنة لكسب تعاطفها مع موقفة الكاذب، يقوم عمر بتمثيل الحب على الصحفية التي تبدو حازمة و جادة في حياتها الشخصية، تتجاوب مع عمر و تثق به، يطلب منها عمر أن تحمل هدية لصديقة أثناء سفرها لـ أبو ظبي لحضور مؤتمر دوليا عن الجريمة، و عن طريق المصادفة تسمع حديثه مع أحد معاونيه لكنها سرعان ما تقرر الايقاع به بالتعاون مع رجال المباحث و تقتله بأحد اسلحة الشرطة.
الفيلم بطولة: نادية الجندي و فاروق الفشاوي و اخراج نادر جلال.
فيلم "سوق النساء" 1994
تفاجئ الصحفية نادية أن الفتاة المنتحرة و التي ذهبت لاجراء تحقيق صحفي عنها هي اختها، بعد أن تورطت في شبكة دعارة، كان هناك تعاون بين نادية و الضابط شريف من أجل القاء القبض على رئيس الشبكة، والذي تبين أنه شخص مريض نفسيا يحاول الانتقام من النساء بعد أن اكتشف أن أمه امرأة خائنة، تتعرف نادية علية و تعرض نفسها للمخاطر و تنجح في الايقاع به.
الفيلم بطولة: شريهان و حسين فهمي و إخراج يوسف فرنسيس.
فيلم "بطل من ورق" 1988
في قالب كوميدي يذهب رامي للصحفية التي كتبت خبر سرقة المحجر و يحاول أن يشرح له شكوكه حول أن ما حدث ما هو الا تنفيذ للسيناريو فيلمه الجديد "ساعات الخطر" في البداية لا تقتنع بما يعرضه عليها، ولكنها صحفية كانت تسعى لاثبات كفائتها الوظيفية، يستطيع راميأن يقنعها و تقرر مساعدته و الوقوف بجواره لحظه بلحظة و يطاردون المجرم معا بكل ما لديها من إيمان حتى ساعدت الشرطة في القبض على موظف الالة الكاتبة.
الفيلم بطولة: آثار الحكيم و ممدوح عبد العليم و إخراج نادر جلال
امامنا قائمة طويلة من الأفلام التي حملت النساء مصائرهن فوق أكتافهن حباً في "صاحبة الجلالة" وطنياً و سياسياً و اجتماعياً.