في عيد القديس أندراوس.. البيزنطية: العَلمانيّين لهم شأن مهم بالكنيسة
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة غرتينه في كريت، الذي ولد في دمشق حول 660. ودخل في مصف اكليروس كنيسة أورشليم. ثم أُرسل إلى القسطنطينيّة حول سنة 685 وحضر المجمع المسكونيّ السادس المنعقد ضدّ القائلين بالمشيئة الواحدة في المسيح. عاش في العاصمة زمنًا في الأديرة، ثم عيّن لإدارة الميتم والمأوى فيها. انتخب رئيس أساقفة غرتينه في جزيرة كريت.
وحضر مجمع القصر سنة 692. وقد خلّف مؤلفات كثيرة، معظمها أناشيد طقسيّة، أشهرها القانون الكبير أو قانون التوبة، الذي يترنم به يوم الخميس من الأسبوع الخامس من الصوم. ناضل في جرأة عن الإيمان القويم في عهد لاون الأيصوري محطّم الأيقونات المقدّسة، وانتقل إلى الله في جزيرة ميليتيني سنة 740.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ العَلمانيّين، المجموعين في شعب الله والمؤلِّفين جسد المسيح الواحد تحت رأسٍ واحد مدعوّونَ، أيًّا كانوا، إلى أن يُعاونوا كأعضاءِ حيّة، على ازدهار الكنيسة وقداستها الدائمة، باذلين في سبيلِ ذلك كلَّ القِوى التي قبلوا من كَرَمِ الخالق ونعمةِ المخلِّص.
إنّ رسالةَ العَلمانيّين هي إذًا الاشتراك في رسالةِ الكنيسة الخلاصيّة بالذات. فالربُّ عينه انتدبهم كلّهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت. فبالأسرار، ولا سيّما بالإفخارستيا المقدّسة، تُمنح وتتغذّى هذه المحبّة نحو الله والإنسان، تلك المحبّة التي هي روح كلِّ رسالة. والعَلمانيّون هم مدعوّون بصورةٍ خاصّةٍ إلى أن يجعلوا الكنيسةَ حاضرةً وفعَّالة في تلك الأماكن والظروف التي لا يمكنها إلاّ بواسطتهم أن تكون "ملح الأرض". وهكذا، فإنّ كلّ عَلمانيّ، بقّوةِ النِّعم التي أعطيها، شاهدٌ وفي الوقت عينه أداةٌ حيةٌ لرسالةِ الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح"
إذًا على كلّ العَلمانيّين يقع العبء الشريف في العمل المستمرّ على أن يصل التدبير الخلاصي الإلهي إلى كلِّ الناس في كلّ زمانٍ ومكان يومًا بعد يوم. وبالتالي يجب أن تُفتحَ الطريقُ فسيحةً أمامهم من كلّ الجهات حتّى يتمكّنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب حاجات العصر في عمل الكنيسة الخلاصي.