منها التفتيش على نظافة الحيوان.. طقوس تقديم القرابيين في مصر القديمة؟
يستمر المصريين في احتفالاتهم بعيد الأضحى، الذي يتميز بطقوسه الخاصة، من ذبح الأضاحي إلى التجمع العائلي وزيارة الأقارب وحتى الخروج في المنتزهات العامة والشواطئ للاستمتاع بالعيد، وبالعودة لمصر القديمة، فلم تتغير الطقوس كثيرًا، بل تطورت بحسب الوسائل الحديثة، فمنذ فجر التاريخ عرف المصري القديم ذبح الأضاحي، باختلاف الهدف والمضحي له.
ونستعرض في السطور التالية جداريات أثرية للمعابد توضح بالتفصيل طقوس تقديم القرابين في مصر القديمة.
طقوس ذبح الأضاحي في مصر القديمة
تحفل جدران المعابد والمقابر المصرية القديمة بتصوير الأضاحي كنوع من التقرب للمعبودات في الأعياد والاحتفالات وكانت الثيران ذات النصيب الأكبر بين اللحوم المقدمة كأضحية.
ووفقًا لمتحف مطار القاهرة الدولي، التابع لوزارة السياحة والآثار، فقد اعتاد المصريون على التحضير لذبح تلك الحيوانات بشكل متميز للغاية، كما ذكر المؤرخ هيرودوت، فكانوا يختارون الحيوانات السليمة صحيًا وكانت المعابد ترسل كهنة بمثابة مفتشين عند مربي الماشية يختبرون الثيران ليتأكدوا أنها تصلح قربانًا.
كما يفحصون الحيوان سواء كان الحيوان قائمًا أو مستلقيًا على ظهره، فيخرجون لسانه ليرون إذا كان طاهرًا أم لا، كما ينظرون أيضًا إلى شعر الذيل ليرون ما إذا كان ينمو بالطريقة الطبيعية.
جداريات تصور ذبح الأضاحي قديمًا
وأشهر الجداريات التي تصور، طقوس ذبح الأضاحي، جدارية موجودة على مقبرة "مننا" بالأقصر يصور طقوس ومراحل الذبح، فإذا وجد الكهنة الحيوان نظيفًا، يعلنون أنه حيوان صالح للذبح، بوضع حبل حول قرنيه ويضعون على الحبل ختم من الطين وجرس حول رقبته.
كما يتلى الكهنة تسابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، وقبـل الذبح يطعمون ويسقون الحيوان ويضعون على عيونه رباط من الكتان حتى لا يرى السكين كنوع من الرفق بالحيوان، وكان مساعد الجزار يمسك وعاء ويسكب منه الماء المخلوط بملح النطرون فوق الأضاحي كى يطهرها.
كما كان يحرص على تنظيف مكان الذبح وتقطيع اللحوم وتعليقها لكى تجف، وأبرز مثال على تقديم الأضحية، كما يصور أيضًا نموذج عثر عليه في مقبرة مكت رع بالأقصر، يوضح الاهتمام بالأضاحي وعملية الذبح وهو محفوظ حاليًا في متحف المتروبوليتان.
وأيضًا يوضح مشهد ذبح الأضاحي، الرسومات الموجودة على تابوت الملكة "عاشيت"، أثناء ذبح الأضحية وتنظيف المكان بعدها.