رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أبرز الحاصلات على "نوبل".. فيسوافا شيمبورسكا البولندية صاحبة الجزالة الشعرية

فيسوافا شيمبورسكا
فيسوافا شيمبورسكا

تعد فيسوافا شيمبورسكا، شاعرة ما أسماه النقد العربي القديم بالجزالة الشعرية، وهي شاعرة وكاتبة بولندية، ومن أبرز أسماء الكاتبات الحاصلات علي جائزة نوبل العالمية للآداب، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1923.

 يذهب المترجم والناقد الأدبي هاتف الجنابي، في تقديمه لترجمته لكتاب فيسوافا شيمبورسكا، "النهاية والبداية" إلي أنها شاعرة التفاصيل والتناقضات بامتياز، هي شاعرة ما أسماه النقد العربي القديم بالجزالة الشعرية والسهل الممتنع بامتياز، كل قصيدة من قصائدها مهما كان مستواها هي قصيدة جديدة تشكل حضورا وتفردا بامتياز.

ــ تحكم الوعي بأشعار فيسوافا شيمبورسكا

ويلفت "الجنابي" إلى أن الوعي يتحكم في مجمل عملية الخلق الشعري لدي فيسوافا شيمبورسكا، الأمر الذي لا ريب فيه هو أننا لا نلمس تخطيطا جاهزا سابقا علي ما ينخلق وما يعتمل ويجري في خضم المخاض الشعري، هذا ما تقوله القصائد، وما يشبه الواقع، فالشاعرة لم تكتب شيئا جديدا بعد نيلها جائزة نوبل في العام 1996.

فلو كانت تخطط للقصيدة مسبقا لجلست وكتبت ما تريده علي الورق، خاصة وأن القارئ والوسط الشعري متعطشان لجديدها، والمزاج الشعري لفيسوافا شيمبورسكا ما هو أيضا ما تخيله العرب القدامى وحددوه بـ"شيطان الشعر" وبـ جن الشعر"، فقد استطاعت أن تخلق جوا شعريا عاما مواتيا للشعر والشعراء، في بولندا.

ــ قصيدة "شيمبورسكا" تدافع عن نفسها 

ومضى الناقد الأدبي مشددا على أن ثمة ما يستوقف المرء ويحيره بعد قراءة كل قصيدة من قصائد فيسوافا شيمبورسكا، وهو توظيف الكلمة إلى أقصى حد معنى وصوتا بما فيها الإيقاع، ودلاليا، وذلك على صعيدين رئيسيين يشملان بنية القصيدة وجوها بشقيه العام والخاص، وأنت تقرأ كل قصيدة تجد نفسك منساقا لإنهائها ومن ثم لإعادة قراءتها من جديد، لأن هذه البساطة الظاهرية للقصائد خادعة، فلا تعطي القصيدة نفسها بمثل السهولة الظاهرية. 

وأشار إلى قصيدة فيسوافا شيمبورسكا تدافع عن نفسها فنيا وفكريا، وإذا كانت المسافة بين الشكل والمضمون غير مرئية فبالتالي لا يمكنها أن تشكل حاجزا بينهما، فإن الشيء نفسه يحدث لدي فيسوافا شيمبورسكا، كما لا يمكن فصل بنية قصيدتها عن سياقها الجمالي ورشاقتها الشعرية.

وحتى السخرية الشائعة في شعرها لا تتمادى في غيها أبعد من كونها مشروعا فنيا، الهدف منه هو خدمة جانبين هما الفني والشعري الفكري، متداخلا أحيانا في تشكيل الإطار العام لمعمارية القصيدة.