الأمن وثورة يونيو
من الطبيعى انه عندما يتناول أحد رجال الأمن ممن عاصروا تلك الفترة العصيبة التى مرت بالبلاد من بعد يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013 فإنه لابد وان تكون رؤيته مختلفة الى حد ما عما رآه الكثيرين ممن تناولوا تلك الفترة بالشرح والتحليل ...وإننى هنا أتعجب من تلك الاصوات التى تنتقد بعض الأوضاع الداخلية التى تمر بها الدولة المصرية حالياً والتى يحاول قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسى الخروج بها من فترة حالكة الظلام الى مرحلة أو الى جمهورية جديدة كان ثمنها سقوط العديد من الضحايا والشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والابرياء من ابناء هذا الوطن نتيجة العمليات الإرهابية والتخريبية التى كانت تقودها عصابة الإخوان الإرهابية وتمولها بالمال والعتاد لتغرق البلاد فى غيابات الإنقسام والتشرذم ليتسنى لها إحكام سيطرتها على مقاليد الحكم لولا صحوة شعب مصر العظيم بدعم من قواته المسلحة وأجهزة الشرطة الوطنية حيث أنتفض عن بكره أبيه ليسقط هذا الحكم الفاشى المتعطش للدماء والعنف حتى ولو كان ذلك على حساب حياة هذا الشعب فالوطن عند هؤلاء ما هو إلا حفنة من تراب ولا يمثل بالنسبة لهم أى نوع من الولاء او الإنتماء.
إننى اليوم سوف أكتفى بعرض بعض المشاهد التى حدثت خلال تلك الفترة لمجرد ان اذكركم بها وأتساءل ماذا لو أستمر حكم الأخوان؟.
هل تتذكرون تلك اللجان الشعبية التى أنبثقت من رعايا تلك الجماعة والتى كانت تستوقف المارة والسيارات للإطلاع على هوياتهم وهم أساساً كانوا مجموعة من المجرمين والمسجلين خطر فى سجلات أجهزة الأمن؟.
هل تتذكرون عمليات السرقة والنهب التى تعرضت لها كبرى المحال التجارية والتى كانت تتم فى حماية من عناصر جماعة الإخوان ؟...
هل تتذكرون تلك الإحتفالية بإنتصارات أكتوبر حيث كان قتله الرئيس الشهيد أنور السادات فى منصات إستاد القاهرة ورئيسهم يجوب أرجاء الإستاد فى سيارة مكشوفة وكأنه يعلن عن إمتلاكهم للدولة المصرية ولا مكان للشرفاء من أبناءها الذين حاربوا وإستشهدوا لتحقيق نصر أكتوبر العظيم فى حين كانت عصابة الإخوان تختبئ تحت عباءة الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تفقد دعمها لهم ؟.
هل تتذكرون تلك التعديلات الدستورية التى أعلنها رئيسهم محمد مرسى والتى أعلنها لتستقر أمور الدولة كلها فى يد الجماعة ومرشدها وهو ما ترتب عليها خروج ملايين المصريين ليعلنوا عن رفضهم لهذا الإعلان الدستورى الجائر وما ترتب عليه من أحداث مؤسفة عند قصر الإتحادية حيث تعرض المئات من المصريين للقتل والضرب والسحل أمام العالم أجمع؟.
هل تتذكرون أحداث مسجد الروضة والكنائس المصرية حيث لافرق بين مسلم ومسيحى عند هؤلاء القتلة لان المهم عندهم هو الترويع واستسلام الشعب المصرى بكافة طوائفه لهم؟.
هل تتذكرون تلك المحاولات المستميته التى حاول من خلالها ذلك التنظيم الارهابى ان يقضى على جهاز الشرطة المصرية عندما وضع خطة محكمة لتفتيت وزارة الداخلية حيث تم تقسيم الادارات المختلفة فى الوزارة الى ادارات مستقلة او ادارات تتبع وزارات اخرى بالاضافة الى السعى نحو الزج بشباب تلك الجماعة الارهابية من الحاصلين على شهادات مختلفة للالتحاق بكلية الشرطة بغض النظر عن شروط القبول بها وذلك لإيجاد جهاز أمنى موازى للشرطة المصرية يكون هدفه الأول هو حماية النظام الحاكم بغض النظر عن حماية الشعب المصرى؟.
اننى هنا وبمناسبة الاحتفال بمرور 10 سنوات على قيام ثورة 30 يونيو اجد انه لزاماً علينا ان نتذكر ما تعرضت له الدولة المصرية وما يجب ان نحذر منه خاصة وان محاولات إحياء هذا النظام لا ولن تنتهى ابداً لانه نظام يقوم على فكرة السيطرة والاستبداد وليس فكرة السلام والأمان للشعب وللدولة التى يحملون جنسيتها للاسف الشديد.
ان ما سبق ان عرضته هو قليل من كثير ناهيك عن احداث اخرى كان الهدف منها هو ان تكمل تلك الجماعة مخطط سيطرتها وتحكمها وإستبدادها بأسم الدين وتكفير وقتل كل من يختلف معهم حيث سعت للانقضاض على مؤسسات الدولة على منصب النائب العام ثم المحكمة الدستورية وأمتدت خطة الأخونة الى مختلف الوزارات حتى إدارات المدارس والجهات الخدمية حيث زرعت بها كوادر وعناصر غير مؤهلة مما ساهم فى انهيار تلك الخدمات وهذه الوزارات وزاد التخبط بين مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية وأنقضوا على السلطة القضائية وسعوا الى تغيير هوية مصر....لولا يقظة الشعب المصرى وقواته المسلحة التى سرعان ما هبت لحماية أمن العباد وهوية البلاد ووضع مصلحة مصر العليا فوق كل انتماء فكانت الانتفاضة الشعبية التى لم يشهدها من قبل تاريخ مصر المعاصر والتى شملت جميع محافظات القطر المصرى من اقصى الصعيد الى شمال الدلتا ويعلن ثقته فى الجيش المصرى بحسبانه الممثل الوحيد له وكان الجيش المصرى عند حسن ظن الشعب به حيث لبى نداء ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع والميادين لاسقاط حكم الاخوان وليعلن عن رغبته فى الحياة الحرة التى لا تخضع لمحاولات التقسيم والاقصاء او الترويع والهلاك.
ومنذ هذا اليوم بل ومن قبله ايضاً واجهزة الامن تعمل بكل قوة وحسم على تجفيف منابع الارهاب وتمويله وإجهاض مخططات الجماعة الارهابية لنشر الفوضى وبث الفتن والشائعات وترويج الاكاذيب ....ووجهت اجهزة الامن ضربات استباقية قاصمة لهم من خلال ضبط العديد من عناصرهم المبارزة وضبط العديد من البؤر الارهابية وكذلك ضبط اللجان المالية التى تقوم على تمويل العمليات الارهابية حيث نجحت الاجهزة الامنية فى تقويض تلك الانشطة الارهابية مستخدمة فى ذلك احدث اساليب التكنولوجيا وتحليل المعلومات واستخدام التقنيات التى تم تزويدها لجهاز الشرطة المصرية بالاضافة الى الوصول بكوادر هذا الجهاز الى اعلى درجات التدريب واليقظة التى ادت فى النهاية الى الخروج بمصرنا الحبيبة من محاولات ادخالها فى نفق مظلم الى مرحلة جديدة من مراحل النمو والرخاء تسعى بكل طاقاتها الى الوصول الى دولة جديدة تقوم على العدل والمساواة والرقى والرخاء لشعب مصرى اصيل قام بثورة شعبية غير مسبوقة وسط ابناءه من رجال القوات المسلحة يقوده فارس نبيل وضع حياته فداء لوطنه لكى يبقى هذا الوطن عالياً شامخاً ...تحية لشعب مصر العظيم ولقواته المسلحة وشرطته الوطنية وزعيمه المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وتحيا مصر.