البولفاف والمنسف والبرازق.. مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في سوريا والمغرب والأردن
تحتفل الأمة العربية والإسلامية في هذه الأيام، بعيد الأضحي المبارك، بطقوس وعادات تختلف من بلد لآخر، وفقًا للموروثات والتقاليد في كل دولة.
ونرصد من خلال التقرير التالي مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في سوريا، المغرب، والأردن، وأشهر المأكولات والمشروبات في كل دولة والطقوس التي يقوم بها الكبار والصغار.
الكعك الحلبي والبرازق حاضرًا على طاولة العيد في سوريا
من سوريا وتحديدًا مدينة حلب، قال سامر المسلماني، أن العادات المتوارثة في العيد، هي صنع حلويات العيد لتصبح رائحة الشوارع والحارات تفوح برائحة الحلويات والمخبوزات السورية.
وأضاف المسلماني في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من أشهر حلويات العيد في سوريا هي كعك العيد، رأس العجوة، المعمول بالفسدق الحلبي، والبرازق، التي تقوم بإعدادها المرأة السورية بمساعدة والدتها التي تنتقل بين أولادها خلال الأسبوع قبل العيد لتحضير تلك الحلويات.
وأشار المسلماني إلي أن يوم وقفة عيد الأضحي تمتلئ الشوارع والأسواق، لشراء ملابس وتحضيرات وحلويات العيد والقهوة، يبدأ يوم العيد بصلاة العيد في المساجد والساحات والاستمتاع بخطبة العيد، يلي ذلك الذهاب إلى الجزارة لذبح الأضاحي وتوزيعها على الأهل والاصدقاء والمحتاجين والفقراء والأيتام.
وتابع المسلماني "يذهب الرجال بعد ذلك للجبانة "المقابر"، لزيارة الموتى وقراءة الفاتحة لهم، ثم يعودون للمنزل لتناول الإفطار مع الأهل، وعادة ما تجتمع العائلة بدعوة من رب العائلة لقضاء اليوم الأول من العيد في بيت العائلة وتنازل الغذاء الذي يشتهر بها المطبخ السوري بها خلال الأعياد ومنها الكبة السماقية، والكبة اللبنية وغيرها من الأكلات.
وأشار المسلماني إلي أن تلك العادات والتقاليد في سوريا خلال سنوات الحرب، اختفت نظرا للوضع المادي وتراجعت العديد من الأسر عن ذبح الأضاحي نظرًا للمستوى المادي والاقتصادي، لكن هناك البعض الآخر يحافظ على تلك العادات، مستدركاً "الخير ما زال موجودًا في سوريا".
البولفاف والمروزية من أشهر أكلات المغاربة خلال عيد الأضحى
ومن المغرب قالت الإعلامية المغربية حجيبة ماء العينين، المغاربة معروف عنهم دائمًا الحرص على مراعاة التقاليد والعادات في الأعياد الدينية سواء في الطعام، الشراب، والملابس التقليدية.
وتابعت ماء العينين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، في عيد الأضحي يبدأ النهار في الصباح والكل يخرج لصلاة العيد بارتداء الملبس التقليدي المغربي "الجلباب المغربي" سواء للرجال والنساء، مشيرة إلى أن هناك تنوع بكل جهة في المغرب ولديها لباس تقليدي خاص بها، ويبقى الجلباب المغربي من الملابس التقليدية التي تلبس بشكل كبير في الأعياد، وبعد صلاة العيد يعود الناس من أجل النحر، وهناك العديد من العائلات يحتفظون بعطلهم السنوية حتى تكون في عيد الأضحى لأنه من الأعياد الدينية التي يحرص المغاربة على الاجتماع خلالها مع الأسرة.
وأشارت ماء العينين إلى أن المطبخ المغربي يعتبر واحداً من أبرز المطابخ العربية المشهورة والمتنوعة للغاية. وأوضحت أن هناك العديد من الأطباق الشهيرة في المطبخ المغربي، مثل الجلفاف، والتي تعتبر من الأطباق المميزة التي تزين الطاولة خلال الأعياد. وتتكون الجلفاف من كبدة الأضحية المقطعة إلى قطع صغيرة وملفوفة بالشحم، ثم يتم شواؤها، وتعتبر هذه الوجبة ضرورية في المطبخ المغربي خلال عيد الأضحى، وتقدم مع الشاي المغربي.
وأضافت ماء العينين أن وجبة الغذاء في المطبخ المغربي غالباً ما تتكون من الكرشة والتقلية، وهي عبارة عن أعضاء الأضحية مثل الرئة والكبد والأمعاء المقطعة إلى قطع صغيرة ومخلوطة بالبهارات والبصل والزبيب.
وأشارت إلى أن المطبخ المغربي يجمع بين النكهات الحلوة والحارة في وجباته. وأوضحت ماء العينين أن اللحم في المطبخ المغربي يطهى على البخار، وأطلق عليه اسم "لحم مبخر".
وأشارت إلى أن من الأطباق المشهورة في المطبخ المغربي هو لحم الأضحية المعروف بـ "المروزية"، وهو طبق مكون من لحم محمر ذو طعم حلو يقدم مع مرقة معسلة.
وأكدت ماء العينين أن تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والجيران هو من العادات الشائعة في الأعياد والتي تزيد من الفرحة والاحتفالية بشكل كبير.
“المنسف” الوجبة الرئيسية في الأردن بعيد الأضحى المبارك
ومن الأردن، قال الكاتب رامي المعادات، مظاهر العيد في الأردن مثلها مثل أي بلد في الوطن العربي، ومنها التزاور والحفاظ علي صلة الرحم، والعيد يعد مناسبة لصلة الرحم، التي تبدأ عادة عقب صلاة العيد مباشرة في ساعات الصباح الأولى.
وأضاف المعادات في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من الحلويات التي يشتهر بها الأردن خلال الأعياد هو كعك العيد أو المعمول بالتمر والعجوة، مشيرًا إلى أن الطبق الرئيسي خلال عيد الأضحى هو وجبة المنسف كون الأغلبية من المواطنين يتجهوا إلى الأضاحي، ومن ثم تحضير المنسف كوجبة رئيسية تقدم عقب الظهر مباشرة.
وتابع المعادات "في العيد أيضًا يتم الاكتفاء بتقديم الحلويات البسيطة مثل الشيكولاتة مع الاعتماد الكلي على حلو العيد وهو الكعك".