بين ردائة المكونات والتغيرات المناخية.. عقار الاسكندرية يفتح ملف العقارات الآيلة للسقوط
مشاهد صادمة للحظة انهيار عقار الإسكندرية، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت المصريين على مدار الساعات القليلة الماضية، بعد أن شهدوا مقطع فيديو يرصد لحظة انشطار المبنى المكون من 14 طابقًا رأسيًا، ليتحول في لحظات إلى كوم تراب.
لحظت من الذعر والرعب بدلت فرحة أهالي الإسكندرية باستقبال عيد الأضحى المبارك إلى الحزن، فقد أدى انهيار عقار الإسكندرية الكائن بشارع خليل حمادة التابع لدائرة المنتزة أول، إلى وفاة شخص “سوداني الجنسية”، وإصابة 3 أشخاص وفقد 8 آخرين، لتُعيد فتح ملف انهيار العقارات الآيلة للسقوط في محافظة الأسكندرية.
حادث عقار الاسكندرية ليس الوحيد، فقد سبقته العديد من حالات انهيار العقارات الآيلة للسقوط التي تشهدها المحافظة على فترات متقاربة، وخاصة في السنوات الأخيرة.
حوادث متكررة
وشهد عام 2023، العديد من حوادث انهيار العقارات في الإسكندرية من بينها انهيار عقار في منطقة الورديان من 4 طوابق خلال أبريل الماضي، أسفر عن 6 حالات وفاة والعديد من الإصابات.
كما شهدت منطقة الفلكي بمحافظة الإسكندرية بمايو الماضي ميل عقار بشكل كبير وملحوظ عدة أمتار عن العقار المجاور له، ويبلغ عدد الطوابق بهذا العقار حوالي 13 طابقًا، وهو ما أثار خوف وهلع الأهالي الذين يقطنون العقارات المجاورة له.
كما شهدت المحافظة عام 2020، وتحديدًا منطقة حي "محرم بك" انهيار عقار مكون من 5 أدوار بعد حدوث تصدعات كبيرة جرى ملاحظتها، وتمكنت قوات الأمن من استخراج قاطني العقار من تحت الأنقاض، كما وشهدت المنطقة انهيار العقار بشارع "منشا" وأسفر عن 6 وفيات.
بينما شهدت الإسكندرية عام 2021، انهيار 7 عقارات بأحياء وسط، ومحرم بك، المنشية.
أكدت أحدث الإحصائيات الرسمية أن محافظة الإسكندرية بها أكثر من 7 آلاف عقار آيل للسقوط معظمها مأهول بالسكان، مما يهدد أرواح قاطنيها والمارة في نفس الوقت.
نائب مدير معهد بحوث الشواطئ بالإسكندرية: المناخ سببًا
من جهته قال الدكتور أيمن عبدالمنعم الجمل نائب مدير معهد بحوث الشواطئ بالإسكندرية، أن الإسكندرية واحدة من أكثر المدن التى تتأثر بظاهرة التغيرات المناخية، موضحًا أن التغير في مواعيد النوات الشتوية وكذلك التفاوت الذي حدث وقت هذه النوات، وكذلك تآكل الشواطئ، أدى إلى تهديد العديد من المبان خاصة المطلة على البحر.
في الوقت نفسه، قال أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب في تصريحات له، أن محافظة الأسكندرية بها نسبة مياة جوفية مرتفعة كما أنها من أكثر محافظات مصر التي بها مخالفات في البناء، وهو ما أدى إلى ما يحدث حاليًا من كوارث، ومن بينها هذا الحادث.
طلب إحاطة
وبعد انهيار عقار الإسكندرية بالمنتزه، تقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب بشأن أهمية وجود استراتيجية متكاملة لمواجهة إشكاليات العقارات الآيلة للسقوط بمحافظة الإسكندرية، خاصة أن المبنى يستخدم غالبيته كشقق مصيفية.
وتابع "عصام" أن هذا الأمر يمثل مسئولية مشتركة بين الجهات الحكومية المعنية بالبناء في المحافظة وكذلك المواطنين الذين شرعوا في بناء هذه المخالفات دون ضوابط محددة .
نقيب المهندسين بالإسكندرية: أسمنت وحديد السبعينيات السبب
ونسب هشام سعودي نقيب المهندسين بـ الإسكندرية، سبب انهيار العقارات بصورة متكررة إلى أن الإسكندرية بطبيعتها الساحلية تتعرض لأجواء جوية مختلفة قد يكون لها تأثير على مواد البناء المكونة منها العقارات.
ونوه “سعودي” إلى ضرورة أن يكون هناك ضوابط إنشائية على قدر من الجودة المناسبة لمواجهة وتحمل هذه الظروف.
وأوضح أن العقار بُني وفقًا لتحقيقات النيابة الإدارية، خلال فترة السبعينيات، وفي تلك الفترة كان لواردات الأسمنت والحديد سيئة الصنع، أثرًا سلبيًا على أغلب المباني خلال تلك الفترة.
طلبات إحاطة سابقة
يٌذكر أنه قبل الحادث بالعديد من الأيام ومع مطلع الشهر الحالي وبسبب كثرة حوادث انهيار العقارات سبق وأن تقدم أحمد مهنى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى مجلس النواب بشأن العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندرية.
وفي طلبه، أوضح النائب أن الأسكندرية تعاني من أزمة انتشار وجود العقارات الآيلة للسقوط وهو ما يهدد سكان الأحياء القديمة بها، كما أكد النائب أن هذه الأزمة تتفاقم خاصة مع غياب الرقابة وعوامل المناخ كما كشف عن وجود هذا الخطر في حوالى 10 مناطق بالأحياء القديمة مشيرًا إلى أنها تحتوى على منازل يعود عمر البعض منها إلى أكثر من 100 عام، وذلك مثل منطقة أبو قير ، والقباري، واللبان، وكرموز، والعطارين.
كما طالب النائب بتشكيل لجنة لحصر العقارات الآيلة للسقوط والتي صدر لها قرارات ترميم أو إزالة وتنفيذ هذه القرارات فورًا، وكذلك وضع استراتيجية عاجلة للتعامل مع العقارات الآيلة للسقوط في المحافظة.