«دموع في ليلة العيد».. «الدستور» ترصد كواليس انهيار عقار الإسكندرية

كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحًا عندما ارتجت أركان الشارع بدوي انفجار هائل أعقبها في جزء من الثانية سقوط مفاجئ لعقار، لتحجب الأتربة الكثيفة الرؤية وتسود حالة من الهلع بالابتعاد عن موقع انهيار عقار سيدي بشر ليستيقظ جميع أهالي الإسكندرية على كارثة قبل ساعات من الاحتفال بالعيد.
صراخ وعويل انتاب أهالي عقار شارع خليل حمادة الذي انشطر إلى نصفين ليسقط نصفه، ليخرج  سكان العقار مسرعين من هذا الدمار خلال لحظات الأنهيار ليبدؤا بالبحث عن أسرهم والاطمئنان في بداية الأمر أن الجميع خرج بخير وسلام، فالعقار المكون من 78 شقة يقطن به 16 أسرة، وباقي الوحدات السكنية تستأجر كشقق سكنية.
تكثيف أمني والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض

عقب الانهيار رفعت محافظة الإسكندرية درجة الاستعداد القصوى بجميع أجهزة بالمحافظة والمرافق والصحة والتضامن الاجتماعي مع التواجد الفوري لفرق الدفاع المدني والإسعاف ووحدة التدخل السريع وإدارة الأزمات والكوارث وجميع الأجهزة المعنية بالمحافظة.

وانتقل اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، إلى موقع انهيار الجزء الأمامي من العقار رقم 5 بشارع خليل حمادة بحي المنتزة أول والمكون من 14 طابق، موضحا أن العقار حدث به إنشطار نصفي رأسي، وتم البدء في البحث عن محتجزين أسفل الأنقاض وحصر الإصابات، وتم التوجيه فورا بقطع جميع المرافق عن العقار.

وأشار محافظ الإسكندرية إلى أنه تم تلقي 8 بلاغات عن مفقودين، حيث جار الإسراع من أعمال رفع الأنقاض، والبحث عن مفقودين تحت انقاض العقار المنهار.

أسر مكلومة وناجين يروون لحظات الفزع

بين الأسر الملكومة وناجين تركوا ما يمتلكون خلفهم لتحول إلى أكوام من التراب كانت المنطقة تعج بالأحداث المختلفة، فأحدى الناجيات فقدت نجلها بداخل العقار ليكتب لها الله هي وزوجها النجاة ولكن يظل نجلها الشاب العشريني مفقود تحت الأنقاض، وأسرة أخرى رأت الأبنة والدتها وشقيقها والأرض تهوى بهما فيما حملت الطفلة الصغيرة اشقائها لتنجو بهم لتتواصل مع جدتها لتخبرها أن والدتها وشقيقها تحت الأنقاض.

وعلى جانب آخر، أكد عدد من السكان الناجين أن أعمال إنشاءات وتعديلات بداخل العقار هي وراء ما حدث،  مشيرين إلى أن  أحد الأفراد من اتحاد ملاك البرج السكني قامت بإتخاذ إجراءات مخالفة والسماح ببناء دور مخالف يتضمن 6وحدات سكنية وهو الدور الرابع عشر، فضلًا عن أعمال مخالفة في الأعمدة، كما حرروا السكان العديد من المحاضر، وذلك على مدار عامين، كما قاموا مؤخرًا بتجميع إمضاءات على شكوى لتقديمها للحي تفسد بعزل السيدة من مهام عملها كرئيس لاتحاد السكان بسبب الأعمال المخالفة والتي تهدد حياة الأهالي.

إصابة 4 أفراد وحالتين و3 وفيات واستمرار البحث عن مفقودين

أسفر الانهيار عن 4 إصابات من الرجال وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة من موقع العقار، حيث تم تلقيهم العلاج وخروجهم بعد عدة ساعات، كما تم إنتشال 3 جثامين من تحت الأنقاض، حيث تم استخراج الضحية الأولى والثانية مساء الإثنين، والضحية الثالثة صباح اليوم، وما زال البحث جاري عن مفقودين تحت الأنقاض.