دبلوماسي سابق لـ الدستور: مصر والهند دولتان مؤثرتان فاعلتان في التغيير
أشاد محمد حجازي سفير مصر الأسبق في الهند بزيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي إلى مصر، والتي أسفرت عن تعزيز التعاون الثنائي ورفع مستوى التنسيق في الملفات الاقتصادية والأمنية إلى مستويات أعلى في ظل التقارب الشديد بين قيادتي البلدين.
وقال حجازي في تصريحات خاصة لـ“الدستور”، إن توقيت الزيارة شديد الأهمية على الساحة الدولية في ظل الظروف والتحديات الراهنة سواء ما يتعلق بالتغيرات الإقليمية، والاستقطاب الدولي والأزمة الروسية الأوكرانية، واقتصاديات العالم، والتأثيرات السلبية التي وقعت بسبب جائحة كورونا، واستمرار تداعيات الإرهاب وتغير المناخ وضغوط التنمية الاقتصادية، ونقص القيمة الغذائية والصناعية والحاجة لتلاحم القوى الإقليمية ليكون لها توجهاتها الداعية للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف أن لقاء القاهرة ونيودلهي ضروري وهام، ويتواكب مع الاحتياج الذي تنشئ بمقتضاه الدولتين شراكة إستراتيجية معمقة في المرحلة القادمة والتي تم الإعلان عنها خلال الزيارة المهمة التي اختار رئيس للوزراء الهندي الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيفا رئيسيا على احتفالات يوم الجمهورية الهندي المواكب لتأسيس البرلمان الهندي في عام، كما 1960 وهو الحدث الأهم الذي تستضيف فيه الهند أبرز قادة دول العالم وكان هذا الاختيار مؤشرا على مدى العلاقات وما تستهدفه نيودلهي من علاقات أكثر من القاهرة خاصة في ضوء الزيارات المتتالية لعدد من كبار المسؤولين الهنود وبينهم وزير الدفاع الهندي في سبتمبر الماضي للقاهرة، والتي تم خلالها الاتفاق لدعم وتعزيز التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب وتبادل المناورات البحرية.
وأضاف حجازي: "زادت الموانئ المصرية العديد من القطع البحرية الهندية ودعت الهند التي حققت طفرة اقتصادية وتجارية واستثمارية في علاقاتها مع مصر حيث حجم التجارة الآن ٣.٧ مليار دولار وحجم الاستثمارات الهندية في مصر ٣.٤ مليار دولار، وتتوقع القاهرة حجم استثمارات هندية في مجال الطاقة والهيدروجين الأخضر بما يقارب من ١٨ مليار دولار وهي مؤشرات تؤكد مستقبل العلاقات المصرية الهندية التي تسير إلى خطى سليمة وتملك العديد من التكنولوجيات ما يمكن أن يعزز قدرات مصر التكنولوجية منها الطفرة التي تحققت في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وتابع أن مجال الطاقة النووية وأبحاث الفضاء والهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وصناعة السيارات الصديقة للبيئة الكهربائية هي من أكثر المجالات التي تساعد أن توطن فيها الصناعات لا سيما أن هناك حديث متجدد عن إقامة الهند للمنطقة الصناعية في شمال غرب خليج السويس، وهي المدينة الصناعية التي يمكن أن تجتذب المزيد من الشركات الهندية للاستفادة من موقع مصر الجغرافي والاستفادة منها في مجال توليد الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي خاصة وأن مصر دولة مصدرة للكهرباء والطاقة والغاز الطبيعي.
وختم حجازي بالقول، إن للهند على علاقة وثيقة مع مصر في تأمين الملاحة ويرتبط الجانبين بأمن الخليج وأمن البحر الأحمر وخط المضايق وصولا إلى قناة السويس، وتدعو الهند دوما إلى حرية الملاحة في المحيط الهادي مرورا بالبحر الأحمر، وصولا إلى أوروبا وتلعب مصر دورا محوريا في هذا الاتجاه.