أقدم سنان سكاكين بالإسكندرية: "لازم أجرب على نفسى الأول"
يستعد معظم المهن المتعلقة بموسم عيد الأضحى المبارك للعمل وتوفير الأدوات الخاصة بالأضاحي، وتعد مهنة سن السكاكين من أبرزها.
يقول عم صابر أحمد أحمد، صاحب أقدم محل «سن سكاكين» بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية، إنه يعمل في مهنة سن السكاكين منذ 55 عاما، عندما كان طالبا في الصف الثاني الابتدائي، حيث كان يشاهد العاملين في سن السكاكين أثناء تجولهم في الشوارع، فأحب تعلم هذه المهنة، وأصبح «صنايعي» فيها بكل احترافية.
وأكد عم صابر، أن هناك نوعين من حجر سن السكاكين، حجر الماء، وحجر النار، حجر الماء عبارة عن حجر كبير يستخدم في سن السكين بطريقة يدوية، وهو يعطي صلابة السكين ويعطي لها ملمسا ناعما، أما حجر النار فيقوم بحرق السكين ويترك آثار اعوجاج على السكين، مشيرًا إلى أن يجب سن السكينة بطريقة صحيحة حتى لا تعذب الذبيحة: «أنا بأخذ الذنب في تعذيبها أثناء الذبح لعدم سن السكين بطريقة جيدة».
وأضاف: "لازم أجرب السكين المسنون على نفسى الأول، وإذا قامت بجرحي فإنها تم سنها بطريقة جيدة" ثم بعد ذلك أعطيها للذبون، وإذا كانت غير حامية فأعيد عليها مرة واثنين على حجر الماء.
وتابع عم صابر: «أيام زمان كانت شغلة سن السكاكين صعبة، وكان يوجد بعض العاملين يحملون الحجر على ظهورهم ويتجولون في الشوارع لسن السكاكين بالطريقة اليدوية وهى لف الحجر بالأرجل، ولكن هذه الأيام أصبحت المهنة في تقدم فتم توصيل الحجر بماتور كهربائي آمن وثابت في مكان معين ويتم تشغيله سن السكاكين بطريقة سهلة، ما يوفر الوقت والمجهود وإنجاز كميات كبيرة في اليوم».
واستطرد: «مهنة السنان أوشكت على الاختفاء من الأسواق لعدم الاهتمام بها، حيث كان السنانون أيام زمان يتنافسون في المهنة من كثرة أعدادهم ولكن الأيام دي أصبحت أعدادهم قليلة، معدودين على الأصابع بسبب عدم تطوير المهنة والاهتمام بها من قبل الأجيال»، مضيفا: «قمت بتوريث هذه المهنة إلى ابنى لكي يتعلمها ويساندني بدلا ما يبحث عن عمل ويصبح مثل العاطلين، وقمت بتعليمه أساسيات المهنة لأن الغلطة فيها بفورة».
وفي السياق ذاته، قال أيمن صابر، 27 سنة، صنايعي سن سكاكين، إنه كان يعمل مع والده في الأعياد والمواسم لمساعدته، مضيفا: «أعمل في هذه المهنة منذ 7 سنوات، حبيت المجال عندما رأيت والدي يعمل فيه وذهبت معه لكي أتعلم أصول المهنة لكي أقف بجانبه وأساعده في العمل، وخصوصا بعد تقدمه في السن وأصبح بطيء الحركة».
وأوضح أن كل سكين لها شغل معين على الحجر في طريقة السن، بمعنى «سكينة الدبيحة الكبيرة غير سكينة السن غير سكينة المنزل الصغيرة غير الساطور»، كل واحدة لها طريقة ووضعيتها على حجر الماء أثناء السن وكيفية سنها ويجب وضع السكين على الحجر بطريقة الشعر حتى تصبح حادة، ويجب على الصنايعي الحذر أثناء العمل وسن السكاكين لأن هذه المهنة خطرة ولا تحب السرحان.
واختتم أيمن: «شغل حجر الماء أحسن من حجر النار، لأنه يقوم بسن السكين وإظهار القاعدة وشطف السكين وسن المصل الخاص بها بطريقة جيدة، غير حجر النار الذي يقوم برسم السكين ولم يستطع عمل قاعدة للسكين ولا سن المصل بطريقة جيدة، ويوجد بعض الصنايعية يستخدم الحجر بطريقة خاطئة ووضع السكين عليه بطريق الخطأ ومنهم من يستغرق أكثر من ربع ساعة في السن ولكن الصنايعي المتمكن يستطيع وضع السكينة على حجر الماء لمدة أقل من 5 دقائق تكون السكين جاهزة ومسنونة للعمل بها، ونحن في هذه الأيام المباركة يوجد ضغط في الشغل ويجب أكون على قد المسئولية لتسليم الشغل في ميعاده».