"قطط إسطنبول".. رواية جديدة للروائي السوري زياد حمامي
صدرت حديثًا رواية جديدة للروائي السوري زياد حمامي، تحمل عنوان "قطط إسطنبول" عن دار نون 4.
و زياد حمامي صدر له عدد من الأعمال منها مجموعات قصصية مثل "سوق الغزل"، و"احتراق الحرف الأخير"، و"سجن العصافير"، وروايات مثل "الظهور الأخير للجد العظيم"، و"الخاتم الأعظم"، و"قيامة البتول الأخيرة".
حصل حمامي على عدد من الجوائز مثل الجائزة الأولى للرواية العربية، لدورتين متتاليتين في القاهرة عام 1993، وفي الكويت عام 1994، عن روايته "الظهور الأخير للجد العظيم".
ومما جاء على غلاف الرواية: "تصور رواية "قطط إسطنبول" قاع المدينة، تبث المأساة في خضم صراع الشخصيات المتناقضة، عبر حكاية لاجئ متسكع في شوارع إسطنبول، وأزقتها المليئة بالأسرار، أشبه ما يكون بقط متشرد يبحث عن نفسه. وامرأة ليست داعرة. وقعت في مخالب عصابات الاتجار بالبشر، ولكنها تتمرد بقوة في وجه من يعد المرأة مستبعدة في سوف النخاسة والعبيد".
- رواية عالم المهمشين
أشار حمامي إلى أن الرواية تصور قاعَ المدينة، والشخصيات المسحوقة ضمن ما يسمى أدب الهامش وعالم المهمشين بتجلياته وتناقضاته المختلفة، فهي حكاية لاجئٍ مُتسكِّعٍ في شوارع إسطنبول وأزقّتِها، فاللاجئ أشبهُ ما يكون بقطٍّ متشرِّد يبحث عن نفسه، وهذا ما عبرت عنه الرواية من خلال عنوانها " قطط إسطنبول".
يقف اللولو متهالكاً، وقد نجا من الموت خنقاً، برهة ينتبه إلى أن غرفة القبو العفِن قد ازدحمت بالقطط المختلفة بأنواعها وألوانها، استغرب في بداية الأمر، إذ لا يعقل أنْ تلد قطته العذراء الآنسة "هندخانم" هذه الكتائبَ من القطط الجائعة النحيلة، قال في نفسه: "هي لم تهرب مع قطٍّ جميلٍ ذي غُرّةٍ أبداً، ولا يمكن لمثلها أنْ يرتكب الفاحشة، لا، ولا أن تحمِل سِفاحاً، هذا أمرٌ معيبٌ في حقِّها، ولذا، لا يحقّ لي أنْ أجلدها مئة جلدة وألا تأخذني بها رَأَفة".
الواقعية السحرية في الرواية
تابع الروائي السوري في حديثه عن الرواية: في ليلة بؤس، يلتقى اللولو (بطل الرواية) صبية عند مدخل إحدى حدائق إسطنبول، كانت تمشي متعرِّجةً على وقع أغنية حزينة تترامى من بعيد، راعَه جمالها، وقلادة تقليدية تتدلى من عنقها الفارع، تضفي على جسدها المغطى بثوبُ مُلوَّنُ يزيده سحراً وبهاءً، ولم تكن هذه الصبية سوى " شام" التي وقعت في مخالب عصابات الاتجار بالبشر، فرضوا عليها الدَّعارةَ قسرِّيِّاً، ولكنها تتمرَّد بقوة في وجه مَن يعدُّ المرأة أَمَةً مستعبدة في سوق النخاسة والعبيد.
تتفجر في أعماق الشخصيات صراعات ومكابدات متناقضة تعلن عصيانها وتمردها وإفصاحها عما يعتريها من إخفاقات وإحباطات وأحلام مؤجلة تؤدي إلى متاهات من السخط والإهانة، والمفاجٱت غير المتوقعة، كتبت بتلك المرارة من الواقعية السحرية والسخرية والمعاناة في زمن الحرب والحب، تفضح مقاصل العنصرية والفساد والكراهية.