الكنارة.. آلة موسيقية ظهرت في مصر القديمة وتستخدم حتى اليوم
عرف المصريون القدماء الموسيقى منذ فجر التاريخ، فكانت ملاذهم في الكثير من احتفالاتهم الموسمية وحتى حياتهم اليومية، وأسندت الدولة مسئولية رعاية هذا الفن إلى الكهنة ويعكس ذلك مدى الاحترام والتقديس لهذا الفن.
فاهتم المصري القديم بالموسيقيى، في الحياة المدنية والدينية، خاصة الأعياد والاحتفالات، فكانت تتقدم الفرق الموسيقية ساحات المعابد وعند تقديم القرابين، وغير ذلك من مناحي الحياة، مما حفز المصري القديم على ابتكار وتطوير آلات العزف والموسيقي والتي كانت من أشهرها "آلة الكنارة".
ما هى آلة الكنارة الموسيقية؟
ووفقًا لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، فإن "الكنارة" آلة موسيقية لها ثلاثة أضلاع غير متساوية وأعلاها محدوب، مكونة من عدة أوتار متفاوتة في الطول ويتم عزفها بأصابع اليد.
وظهرت الكنارة لأول مرة في مصر القديمة إبان عصر الدولة الوسطى وانتشر وعم استخدامها بشكل كبير في عهد الدولة الحديثة وتطورت بمراحل متعددة من حيث الشكل، والحجم، والزخارف، ودقة الصنع، وعدد الأوتار.
كما شاع استخدامها خلال الفترات التاريخية حتى عرفت طريقها إلى أوروبا أثناء غزو اليونان والرومان لمصر، حيث عاشت عصرها الذهبي في بلاد الإغريق، فأصبحت أهم الآلات الموسيقية في المجتمع اليوناني القديم.
وعُرفت الكنارة في اللغة المصرية القديمة بـ"كنر"، ومنها اشتق التسمية بالعبرية "كنور"، ثم عرفت بالعربية "كِنَّارة" بكسر الكاف وفتح النون المشددة، ثم قيثارة والتي شيع استخدامها حتى وقتنا هذا.
الموسيقى في مصر القديمة
لم يكن احتفال في مصر القديمة بدون وجود الموسيقى، والرقص والإيقاع، فارتبطت الموسيقى باحتفالات المصريين القدماء ومناسباتهم المختلفة، مثلما كانت الموسيقى الحزينة حاضرة في المياتم ومراسم تشييع جنازة المتوفي، كما شيع استخدامها في حياتهم اليومية للتسلية والطرب، وعرُفت مهارة العزف في الغيطان الزراعية الآلات البدائية، وأيضًا استخدموا الموسيقى في الأفراح والمناسبات السعيدة.