التخطيط القومى يناقش نتائج تقرير التقييم السادس للهيئة المعنية بتغير المناخ
عقد معهد التخطيط القومي محاضرة متميزة بعنوان "دور العلم: نتائج تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)"، ألقاها الأستاذ الدكتور جيم سكي، أستاذ الطاقة المستدامة في جامعة إمبريال لندن، والرئيس المشارك لمجموعة العمل الثالثة (التخفيف) التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومرشح المملكة المتحدة لرئاسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بحضور الأستاذ الدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي وعدد من الأساتذة والخبراء والباحثين.
وأوضحت الدكتورة هالة أبوعلي، نائب رئيس المعهد لشئون البحوث والدراسات العليا، أن المحاضرة استهدفت إلقاء الضوء على آلية عمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وأحدث تقرير للهيئة وهو تقرير التقييم السادس لعام 2023، وكذلك الوضع الحالي للتغيرات المناخية والاتجاهات المثارة حوله، فضلًا عن استعراض العلاقة بين التغيرات المناخية طويلة الأجل ومستقبل التنمية، والاستجابات المتوقعة على المدى القريب في ظل مناخ متغير.
وأشار الأستاذ الدكتور جيم سكي إلى أن مئات العلماء والخبراء من جميع أنحاء العالم يشاركون في إعداد تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حيث تتم مراجعة المسودة الثانية من التقرير والمسودة الأولى من ملخص السياسات من قبل الحكومات والخبراء، وتقدم الهيئة نتائج التقرير لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة- بما في ذلك الأكاديميون والشركات والمنظمات غير الحكومية.
وتابع جيم سكي أن العالم يشهد حاليًا ارتفاعًا في درجات الحرارة نتيجة زيادة الاحتباس الحراري جراء العديد من الأنشطة الإنسانية الضارة كالإفراط في استخدام الوقود الأحفوري، وقطع الغابات وغيرها، مشيرًا إلى أن الصين والدول الآسيوية تستحوذ على 27% من الانبعاثات حاليًا.
وأضاف أن اتفاقية باريس لمواجهة "التغيرات المناخية وآثارها السلبية" لعام 2015 ارتكزت على الحفاظ على الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وزيادة القدرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ وتعزيز القدرة على الصمود مع تغير المناخ وتطوير انبعاثات منخفضة لغازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى جعل التدفقات المالية متسقة مع مسار انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتنمية المقاومة للمناخ، مؤكدًا أن هناك العديد من الدول الإفريقية الأكثر تضررًا من تلك الانبعاثات، رغم أنها لم تتسبب في وجودها.
وحول العلاقة بين التحولات المناخية طويلة الأجل ومستقبل التنمية، أكد أستاذ الطاقة المستدامة في جامعة إمبريال لندن، أن الظواهر المتطرفة أضحت أكثر وضوحًا في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، وصاحبه العديد من المخاطر على صحة الإنسان والإمدادات الغذائية، موضحًا أن المسارات النموذجية العالمية التي تحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية تتطلب الوصول بصافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050.
وأوضح جيم سكي أن إجراءات التكيف يمكن أن تؤدي إلى صمود وقدرة البلاد على المواجهة بشكل فعال، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لتوسيع نطاق الحلول، وأن هناك احتمالًا بنسبة تزيد على 50% أن تصل درجات الحرارة العالمية أو تتجاوز 1.5 درجة مئوية، وبالتالي هناك حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة لتأمين مستقبل صافي من الانبعاثات وقادر على التكيف مع التغير المناخي.
ونوه بأن هناك العديد من الفرص لتوسيع نطاق العمل المناخي على المدى القريب سواء على مستوى الطاقة أو قطاعات الطلب كالمواصلات والمنتجات المصنعة، والتغذية وغيرها بما يسهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من جانب الطلب بين 40 و70% بحلول عام 2050، ما يجعلها أكثر تآزرًا مع أهداف التنمية المستدامة، مشددًا على الحاجة إلى زيادة الاستثمار في كل القطاعات والمناطق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.