مها الغنام: الشعر خمرنا الحلال وفؤاد حداد لا يناطحه أحد (حوار)
أصدرت 4 دواوين ومجموعتين قصصيتين، فازت بعدد من الجوائز، مثلت مصر في كثيرمن المهرجانات، الشاعرة مها الغنام ابنة البحيرة وواحدة من الأصوات الجديدة التي أعلنت عن نفسها بقوة من خلال رؤية فنية للشعر، تحدثت للدستور فى هذا الحوار..
-مع صدور ديوانك "روح بتعزف ع الكمان" تلاحظ به جماليات قصيدة الفصحى، فلماذا تكتبين العامية؟
أعتقد أن الفنون تتلاقى فى نقاط محدده ويمكن للمبدع الإستفادة من كل الأفكار والتقنيات المتاحة، وعلى سبيل المفردة أختار الأدق حتى وإن كانت فصيحة ولا أجد حرجاً فى ذلك، فأنا أعشق اللغة العربية وأقرأ كثير من قصائد الفصحى والنثر العربية والمترجمة.
-تكتبين الشعر والقصة وصدر لك أربعة أعمال شعرية، فلماذا كان التركيز على العامية وترك السرد القصصى؟
الفكرة تختار الشكل والقالب الذى ستُصب فيه، لا أتدخل مطلقا فى قولبتها، أحيانا تخرج على هيئة قصيدة وأحيانا قصة، وهذا ليس إهمالا للقصة فلا ينبغى على المبدع الذى يكتب أكثر من شكل أدبى أن تتساوى عدد إصداراته فى كل مجال.
-مثلتِ مصر فى كثير من المحافل الشعرية الدولية، حدثينى عن تلك المشاركات؟
تم طبع ديوانى(عيونك)عن دائرة الثقافة بالشارقة، سافرت لحضور مهرجان الشعرى النبطى مع مجموعة من شعراء مصر والسودان 2020، حضرت كل الفعاليات ولاحظت العناية الشديدة فى اختيار الشعراء والاهتمام بكل التفاصيل الفنية التى تخرج المهرجان بشكل يليق به، فصناعة الثقافة تحتاج لجهد متصل ورؤية شاملة.
- إيقاعك فى إلقاء الشعر به كثير من ملامح الفرح والحزن معا، فماذا يمثل لك الشعر، وكيف كانت دوافعك لهذا العالم؟
-أرى الشعر الوسيلة الآمنة وربما الوحيدة التى نواجه بها العالم مدافعين عن أنفسنا ضد قساوته وجحوده وقبحه خالقين بها الجمال والشغف ومشتبكين معه، فالشعر أسلوب حياة بالنسبة لى، عندما نحزن نكتب وعندما نفرح نكتب، فهو خمرنا الحلال.
- هناك عظماء فى العامية مثل بيرم التونسى وفؤاد حداد والأبنودى وجاهين،هل هناك شعراء العرب كان لهم تأثير فى نفاذك لقصيدة العامية؟
قرأت لأحمد فؤاد نجم وجمال بخيت لكنى أعتقد أن فؤاد حداد لا يناطحه أحد، جاهين الأقرب لقلبى وروحى لأن شعره حمل الروح المصرية بانتصاراتها وهزائمها. ومع ذلك عندما تقرأ قصائدى لا يمكن أن تقول أنها تشبه هذا أو ذاك، استفدت من قراءتى لمن سبقونى لكننى افضل أن لا أكون نسخة مطورة من أحدهم.
-تكتبين الشعر والقصة منذ أكثر من عقدين، فمن الأسماء التى توقفت عندها الشاعرة مها الغنام؟
طبع لى ديوان "كدبة"عام 2013، وهو تاريخ ميلادى الحقيقى ككاتبة، أقرأ ما يتاح لى من أدب عربى أو مترجم وأتعامل مع النصوص أكثر من الأسماء، لكننى أحب ماركيز وأجاثا كريستى وبودلير، كما أحب أمل دنقل ونجيب سرور ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس.
-فى ظل متاهات الحروب التى تحيا فيها البشرية والإبادة، كيف تستشرفين مستقبل الفن والسرد؟
الثقافة هو ما يتبقى بعد أن يفنى كل شيء، سيموت المرء حتما فى الحرب أو بالوباء لكنه حين يموت لابد وأن يكون قد أثرى، فكم من حضارات أبادتها الحروب لكن بقيت قصائدهم ولوحاتهم حاملة أفكارهم ومشاعرهم وأفراحهم وأحزانهم عبر الزمن، فالحاجة للفن تزداد فى مثل هذه الظروف القاسية.
-كيف تقيمين حالة النقد الأدبى والشعري فى مصر من خلال تعامله مع نصوصك؟
تناول أعمالى كثيرون من النقاد، بعضهم أحسن التعامل مع النصوص والبعض لم يفعل ذلك، قراءة النص والتعامل معه نقديا يتطلب موهبة فطرية، بالإضافة إلى ثقافة واسعة وإلمام بفنون وعلوم شتى، الناقد الذى لا يكتب الشعر والقصة يكون تناوله للنصوص جافا لكن الناقد الكاتب يجيد الاشتباك مع النص وتحليله ويقرأ ما بين السطور بشكل أعمق، لذا أرى أن الحراك الثقافى لايمكنه القفز على قدم واحدة وهى قدم الإبداع فلابد من حركة نقدية جادة وواعية تتابعه بشكل مستمر.
- حدثينا عن العتبات الشرعية واللاشرعية التى تتكئ عليها لجان التحكيم فى مسألة منح وحجب جوائز الإبداع؟
لكل مسابقة شروطها وأعتقد أن المحكمين يجب أن تكون ضمائرهم يقظة، يقدمون الأفضل لكن تظل المسألة نسبية فما أراه الأفضل قد تراه أنت الأسوأ فيما يخص كونى متقدمة لبعض المسابقات، أما فيما يخص كونى محكمة أتعامل من النصوص بحيادية وتكون الأسماء محجوبة ولم يتم التأثير على اختياراتى فيما حكمته لاجازته للنشر أو للفوز بمسابقة.
-متى يكون شعر العامية سمة مشروعية لمنح الجوائز خاصة وأن هناك شعراء كبار قد حصلوا عليها مثل الأبنودى؟
شعر العامية يستحق الكثير، يوجد جوائز حكومية كالمركزية، مسابقات الاتحاد والمجلس الأعلى للثقافة ومهرجان إبداع ومسابقات يطلقها بعض محبى الأدب والثقافة لكنها لاتفى بالغرض، وأرى أن إطلاق مسابقات كبيرة ستكون محفزة أكثر للشعراء.
-أين مها الغنام من هذه الجوائز بعد فترة من الإبداع الشعرى والقصصى والنقدى؟
حصلت على كثير من الجوائز، ديوان "كدبة" فاز فى مسابقة النشر الإقليمى، ديوان "صوت الفراشات" فاز بمسابقة لجنة الشعر التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، وفازت قصيدة "موت الفراشات " بالمركز الأول فى مسابقة إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى.
و"حقيبة يد"فازت بالمركزية، وفزت بمسابقة دار المعارف عن قصة "محطات"، وفازت قصة "نسختى" بالمركز الأول فى مسابقة إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى، حصلت على المركز الأول فى مسابقة إبداع عن قصة"عبور" فطلبت منى دار أخبار اليوم مجموعة لنشرها فكانت "أحلام مرتبكة تتسكع فى شوارع المدينة".
- حدثينا عن رؤيتك للمشهد الثقافى وتحديدا الشعرى فى مدينة الإسكندرية؟
الإسكندرية ثرية ثقافيا على المستويين الشعرى والسردى، فمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بقيادة منير عتيبة يقدم وجبات نقدية دسمة لكتاب مصريين وعرب، كذلك مركز الإبداع به كثير من الفعاليات بقصور الثقافة أو كيانات ثقافية حرة، كلاهما يساعد فى رفع مستوى الذوق العام حتى ولو لم تكن على المستوى المنشود.