"البحوث الإسلامية": برامج الأزهر لدعم الأسرة يعكس أحد أهم أدواره المجتمعية
قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، خلال كلماته بحفل تكريم دفعة جديدة من مجتازي دورات «تأهيل المقبلين على الزواج»، إن هذه الجهود المباركة تأتي استجابة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف، حيث تُعقد بإشراف من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر؛ لعظم المسئولية التي يقوم بها الأزهر الشريف والذي له دور مهم في مثل هذه القضايا.
وأضاف عياد، أن العالم الذي نعيش فيه يمر بمشكلات عدة، وقضايا مختلفة، وهذا الأمر لا يغيب عن أذهاننا جميعًا، لكن الأمر حين يتعلق بقضايا الأسرة تكون المشكلة أعمق بكثير، خصوصًا أن الله- تبارك وتعالى- عندما أوجد هذا العالم جعل اللبنة الأولى التي أفرزت هذا العالم ترجع في الأصل لأسرة واحدة آدم وحواء- عليهما السلام-، مشيرًا إلى أنه مع مرور الوقت وتنامي الزمن وتعدد الوقائع ظهرت قضايا عدة ومشكلات متنوعة تتعلق في الشق الأكبر منها بالأسرة، خصوصًا مع زيادة الأمية الدينية والمعرفية لدى كثير من الناس، وغياب المعرفة المعتدلة البسيطة الواضحة التي تُعرِّف بالحقوق وتكشف عن الواجبات، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي الذي قرب البعيد وأوجد المستحيل، ويسر سبل الفواحش والمعاصي، ورغب في المحاكاة والتقليد سواء بالحق أم بالباطل.
وأوضح أن مع هذا كله تأتي الأدوار الدينية والقانونية والأخلاقية والمجتمعية التي ينبغي أن تقوم عليها وبها المؤسسات المعنية، ومن هنا كان هذا البرنامج الذي أُعدّ في الأزهر الشريف، نظرًا لأهميته قام برعايته فضيلة الإمام الأكبر، وأشرف عليه وكيل الأزهر الشريف، كما أنه جاء استجابة لأن هذه المؤسسة العريقة التي أدركت هذا الواقع لم تكن مؤسسة ثانوية أو سطحية أو تعنى بالأدوار الهامشية، وإنما هي مؤسسة تضرب في التاريخ بجذور عميقة، وهي مؤسسة الأزهر الشريف الذي أراد الله- عز وجل- له أن يكون قبلة للدين والمعرفة، وحصنًا للأسرة والمجتمع.
ولفت عياد إلى أن هذا البرنامج شارك في إعداده مجموعة من أهل الرأي وذوي الاختصاص في مختلف التخصصات، في الشريعة والطب النفسي والقانون والاجتماع؛ وذلك لأن ما يتعلق بالأسرة يشتمل على أدوار متعددة ورؤى مختلفة حتى يكون هذا البرنامج محققاً للأهداف، معبرًا عن الحقوق، كاشفًا عن الواجبات التي تحقق هذه المعادلة الصعبة، لبناء أسرة مستقرة يترتب عليها منطقيًا المجتمع الآمن.
وأكد أن هذا اللقاء حلقة في سلسلة أخذها الأزهر على عاتقه، وبدأها منذ النشأة الأولى له، حيث إنه يدرك أن التحدي كبير وأن الواقع صعب، وأن الكتلة الصلبة في أي مجتمع هي الأسرة بحيث إذا تم الاعتداء عليها أو السيطرة على أفكارها يمكن أن تتم السيطرة دون عناء، ومن هنا كانت الرؤية الاستباقية الواقعية من الأزهر الشريف من خلال هذا البرنامج الذي يحاول من خلاله الأزهر أداء جزء من أدواره الوطنية والواقعية والمجتمعية والدينية.