وزير الأوقاف يدعو الفرقاء فى العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء
ألقى الدكتورمحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد "سيدي محمد شبل الأسود" بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، بعنوان: "مفهوم العمل الصالح وفضائل العشر"، وأكد أننا في أيام طيبة مباركة، وقد تهيأ الناس لاستقبال أفضل أيام الدنيا أيام العشر وفيها يقول نبينا: "أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ".
وأوضح أن فضل الله- عز وجل- على خلقه فيها عظيم للحجيج وغير الحجيج، فللحجيج سعيهم وطوافهم ووقوفهم بعرفة، وهديهم ونسكهم وصلاتهم في المسجدين، فعلى الحجيج أن يغتنموا الفرصة، فلا يضيعوا وقتًا، فلا تدري من يعيش لقابل، ومن يدري أتتهيأ له الفرصة مرة أخرى أم لا؟ فلا تنشغل إلا بالنسك وبأركان الحج، والحفاظ على الصلاة في المسجدين ما وسعك ذلك، على ألا تؤذي أحدًا، والحرص كل الحرص على الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولا تجادل ولا تمار ولا تجهل، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ".
وأكد وزير الأوقاف أن الله سبحانه وتعالى شاءت إرادته ألا يحرم أحدًا من الفضل، فأبواب الخير عديدة، فلغير الحجيج يوم عرفة، مشيرًا إلى أن التوسعة على الفقراء والمساكين في هذه الأيام المباركات من أهم وجوه البر والعمل الصالح، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول قبل العيد: "أغنوهم عَن طوافِ هذا اليومِ"، فمن الآن اكسوهم وأطعموهم وأغنوهم وأعطوهم، وكما يتوسع الناس من الصدقات في رمضان قبل عيد الفطر عليهم أن يتوسعوا من الصدقات في هذه الأيام، والإكثار من التهليل والتحميد والتكبير، سواء من الحجاج أم من غيرهم.
وتابع أننا في أشهر حرم وأيام مباركة، داعيًا كل الفرقاء في العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء وبخاصة في هذه الأشهر الحرم، مذكرًا بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة التي حجها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فقال فيها: "إنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، إلى يَومِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟، قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ " ونحن الآن في الأشهر الحرم، و مقبلون على العشر الأول من ذي الحجة، "فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ" وها نحن يا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نبلغ عنك كل فرقاء الإنسانية، اتقوا الله: "فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ"، اتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الدماء.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا يزالُ المرءُ في فُسْحَةٍ من دينِهِ ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا"، فاتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الأطفال، اتقوا الله في الضعفاء، اتقوا الله في كبار السن، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في دولكم، اتقوا الله في ممتلكات بلادكم، اتقوا الله في الإنسانية، اتقوا الله في الأيام الحرام، وفي الأشهر الحرام، اتقوا الله، فإننا جميعًا معروضون عليه ولا ندري لعلنا بعد ثوان أو دقائق أو ساعات سيقال لنا: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ"، فماذا أنتم قائلون لربكم عن دماء تسفك، بإمكانكم إذا أصلحتم ذات بينكم وجلستم إلى كلمة، سواء أن تتفادوا سفك هذه الدماء، المصالح العليا للأوطان مقدمة على كل شيء، وحفظ الدم الإنساني حتم واجب أيًّا كان، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو العرق فكل الدماء محفوظة ومصانة.
ووجه وزير الأوقاف تهنئة لأهالي محافظة المنوفية بعيدهم القومي، وبتطوير هذا المسجد في ظل دور الدولة المصرية واهتمامها بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، وبخاصة المساجد الأثرية، ذات البعد التاريخي، ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في اهتمام غير مسبوق، وفي تنسيق وتعاون بين كل الجهات المعنية بذلك في الدولة المصرية.