مرصد الأزهر: نُصب تذكارى لإحياء ذكرى موتى غابة "شاكاهولا" فى كينيا بعد مأساة «الصوم حتى الموت»
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه في وقت سابق من مايو الماضي، عثرت الشرطة الكينية على 11 شخصًا من مختلف الأعمار في حالة يرثى لها داخل غابة "شاكاهولا" بمدينة "ماليندي" في كينيا، وبناء على التحريات تبين أن القس "ميكينزي نثينجي" بكنسية (Good News International) كان قد أوهم أتباعه بالموت جوعًا للقاء السيد المسيح، لذلك قرر بعض أولياء الأمور إجبار أطفالهم على الصوم.
وأضاف مرصد الأزهر، في بيان له اليوم، الأربعاء، أنه مع توالي التحريات عثرت الشرطة الكينية على مقابر جماعية بلغت أعداد الضحايا فيها وفق التقارير الإخبارية على نحو 98 شخصًا، حيث أثار هذا الحدث استهجان الأوساط والطوائف الدينية، التي أعلنت رفضها مبدأ السلطة الدينية على العقول، وإيهام الأتباع بأكاذيب تتعارض مع الأديان السماوية كافة، وقد تفضي إلى الموت بطريقة بشعة في بعض الحالات، لاسيما وأن هناك حالات تاريخية مشابهة؛ فقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عملية انتحارٍ جماعي في التاريخ وصل عدد ضحاياها إلى 913 شخصًا، كانوا تابعين لقس أمريكي يُلقب بـ"مؤسس كنيسة معبد الشعوب"، إذ أمر أتباعه بشرب السم، والانتحار بعد حصار السلطات الأمنية لهم.
وأكد مرصد الأزهر أن هذه الأحداث لا تختلف في ماهيتها عن استهداف التنظيمات الإرهابية للأبرياء من خلال إقناع عناصرها بتنفيذ عمليات انتحارية طمعًا في دخول الجنة، وهو ما يعني أن هذه الأفكار والمعتقدات الباطلة لا تقتصر على دين معين أو طائفة بعينها.
وتابع: المتأمل للحالة الكينية يجد أنها من الدول الإفريقية التي تنتشر فيها ديانات مختلفة، وطوائف دينية مختلفة، وأنها تحترم حرية المعتقدات، طالما أنها لا تضر بالنسيج المجتمعي، أو تهدد حياة الأفراد، بل على العكس تحارب الفكر المتطرف بما توفر لديها من إمكانيات، ووسائل؛ لذا دعت الحكومة الكينية رجال الدين للقيام بدورهم في توعية العامة؛ بضرورة تجنب المعتقدات الدينية الباطلة التي قد تلغي حريتهم الفكرية، وتمحو هويتهم الإنسانية، بدعوى الحب، والانقياد لمرجع ديني، أو روحاني، يخلصهم من ماديات هذه الحياة المليئة بالمتاعب، والآلام، ومن هذا المنطلق وجهت السلطات في كينيا الدعوة لإقامة صلاة جماعية لإحياء ذكرى ضحايا هذا القس الدجَّال بعد إزالة جميع الجثث من الغابة، مع إنشاء نصب تذكاري يُسمح بزيارته؛ كي يتذكر الكينيون والأجيالُ القادمة هذه الحادثة، ويأخذون العظة والعبرة منها، فلا يقعون فريسة للتسلط، والسيطرة الفكرية، والتلاعب بالعقول.