نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلى فى حادث الحدود.. ثغرات واستنتاجات وقرارات فورية
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه حول الحادث الأمني على الحدود المصرية، والذي أسفر عن وفاة 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخر، ووفاة فرد أمن مصري، منذ نحو 10 أيام.
وخلص تحقيق الجيش الإسرائيلي حول حادث الحدود المصرية إلى عدة استناجات حول ملابسات الحادث وكيفية التعامل معه على المستوى العملياتي من قبل الكتيبة المسئولة عن تأمين الحدود الجانبية لإسرائيل.
الجيش الإسرائيلي: الجنود تعاملوا بشكل صحيح
وأكدت التحقيقات الإسرائيلية أن الجنود المكلفين بالحراسة حينها تصرفوا بالشكل المطلوب ولم يثبت عليهم الوقوع في أية أخطاء، بينما كشف عن الإخفاقات والثغرات التي تمت من جانب لواء "فاران" المسئول عن تأمين المنطقة، ما دفع إلى اتخاذ عدة قرارات فورية تجاه أشخاص في القيادة الجنوبية العسكرية.
وأشارت نتائج التحقيقات إلى الإخفاق الأمني الإسرائيلي في التعامل مع الحادث الأمني على الحدود، ووجود ثغرات في التعامل مع تسلسل الحدث، الذي بدأ بعملية تهريب مخدرات تم إحباطها في تمام الساعة 1:40 صباحًا، وتم ضبط مخدرات بنحو 1.3 مليون شيكل.
وتضمنت الإخفاقات توقيت التواصل مع الجنود الإسرائيليين المكلفين بالحراسة، والذين توجهوا إلى الحدود نقاط أقرب للسياج الحدودي بعد نحو ساعة ونصف من حادث التهريب، حيث تم إجراء آخر اتصال معهما في تمام الساعة 04:10 فجرًا، ولم يتم فحص حالتهما إلا بعد ساعات وذلك عكس الإجراءات المتبعة داخل اللواء، بينما تم تحديد وفاتهما خلال عملية تفتيش لاحقة.
ثغرات إسرائيلية في التعامل حادث الحدود: فتحات أمنية سرية
وأحد الإخفاقات الرئيسية أيضًا، بحسب تحقيقات الجيش الإسرائيلي، هو الفتحات الأمنية الموجودة على طول السياج الحدودي، والتي كان يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها سرية ولا يعرف بها جنوده، أو الجانب المصري بشكل رسمي، مشيرةً إلى أنه يجرى استخدام تلك الفتحات من قبل القوات الخاصة عند الحاجة الملحة فقط، وجنود لواء فاران غير مطلعين على وجودها.
وخلص التحقيق الإسرائيلي إلى أن الكتيبة أخطأت في تقديرها حول عودة الذين عبروا الحدود، إلى مصر مرة أخرى، بعد إحباط حادث تهريب المخدرات، وكذلك في طول مدة النوبة التي استمرت لـ 12 ساعة، بالإضافة إلى عدم معرفة الجنود الإسرائيلين بالفتحات الموجودة في ممرات السياج الحدودي.
وحول مدة نوبة الحراسة، كشف تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه خلال الشهرين الماضيين قرر قائد الكتيبة أن نوبة الحراسة تمتد من الساعة 9:00 مساءً حتى 9:00 صباحًا، وأن يوجد بكل موقع جنديين قرب السياج الحدودي، وأن ذلك تم دون علم قائد الفرقة الذي كان مسؤولاً عن المجموعة المقاتلة المسئولة عن التأمين.
نتائج التحقيقات الإسرائيلية: إقالة وتوبيخ وتأخير ترقية
واتخذ الجيش الإسرائيلي عدة قرارات بعد انتهاء التحقيقات، من المقرر تنفيذها على الفور، أبرزها إقالة عيدو ساعاد قائد لواء فاران، نظرًا لمسئوليته القيادي عن الحادث، ونقله إلى موقع أخر.
وكذلك، تضمن القرارات توبيخ عدد من قادة الكتائب في القيادة الجنوبية، أبرزهم قائد كتيبة "أدوم" وهي المسئولة عن أمن المناطق الحدودية في الجنوب الإسرائيلي، تحديدًا على الحدود المصرية والأردنية، وكذلك توبيخ المقدم ايتسيك كوهين قائد الفرقة "80" الإسرائيلية.
وشملتت القرارات الإسرائيلية أيضًا تأخير ترقية قائد عسكري آخر، يرجح أنه قائد كتيبة "فهد"، لمدة خمس سنوات، حيث تقع عليه مسئوليات عملياتية في الحادث.
إجراءات إسرائيلية فورية بعد حادث الحدود
وفي إجراءات فورية بعد انتهاء التحقيقات الداخلية، قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق الفتحات الأمنية الموجودة في السياج الحدودي، بالإضافة إلى تقليص مدة نوبة الحراسة لأقل من 12 ساعة متتالية، مع تحديد حد أدنى جديد لعدد الجنود الذين يؤدون مهمة الحراسة في تلك المواقع.
ويدرس الجيش الإسرائيلي تعديل قواعد نظام العمليات وحراسة المعابر الأمنية، بالإضافة إلى تحقيق الجهوزية في أجهزة الرصد والردارات الموجودة على الحدود.
واعترف الجيش الإسرائيلي، عبر نتائج التحقيقات، بأن تصور عدم إطلاع الجنود بأن هناك فتحات أمنية في السياج الحدودي هو أمر خاطئ، وقرر إغلاق بوابات تلك الممرات بشكل محكم وليس بالأصفاد فقط.