القنوات الإقليمية
تشرفت هذا الأسبوع باستضافتى فى قناة الدلتا التليفزيونية الإقليمية والتى تغطى محافظات الغربية والمنوفية والدقهلية وكفر الشيخ ودمياط.. وهى فى تقديرى أكثر المحافظات من حيث الكثافة السكانية بعد القاهرة، وكان محور الحديث عن تلك الفترة التى تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية الحكم بالبلاد، ومدى التحديات والصعوبات التى واجهت سيادته طوال تلك الفترة.
وخلال الحوار تم تقسيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل رئيسية.. المرحلة الأولى كانت أصعبها على الإطلاق حيث كانت التحديات الخارجية والداخلية على أشدها خاصة ذلك الإرهاب المسعور الذى كان ينهش فى جسد الأمة التى لم تكن قد تعافت من ذلك العام الأسود الذى حكمت فيه عصابة الإخوان الإرهابية البلاد.. حيث فقدت مصر خلال هذه المرحلة العديد من أبطالها الشهداء فى معركتهم ضد الإرهاب، سواء من رجال الجيش أو الشرطة والمدنيين إلى أن استقرت الأمور إلى حدٍ كبير، وعاد الأمن يسود البلاد بفضل الإدارة الواعية لعمليات مواجهة الإرهاب والعنف الذى كان سائدًا خلال تلك المرحلة.
ثم جاءت المرحلة الثانية حيث كانت الآمال منعقدة على أن تكون بداية لانفراجة اقتصادية تتمكن الدولة من خلالها أن تتعافى من تداعيات الإرهاب، إلا أن انتشار فيروس كورونا سرعان ما هاجم العالم وألقى بظلاله الكبيسة على حركة السياحة والاستثمار، وبالتالى جاءت جهود الرئيس خلال هذه المرحلة لتحاول وضع الحلول المناسبة لتدارك تلك التداعيات، وكانت اتصالاته بدول العالم المختلفة تكاد لا تنقطع لسد الفجوة الغذائية التى حدثت نتيجة صعوبة الحركة الملاحية لنقل السلع الاستراتيجية التى تحتاجها البلاد، وقد نجح سيادته فى هذا الإطار بالشكل الذى لم نشعر فيه بأى أزمة فى السلع الحياتية والتموينية، بل بالعكس كان المعروض يكفى تمامًا المطلوب على الرغم من محاولة العديد من التجار إخفاء بعض تلك السلع عن المواطنين إلا أن الأجهزة الرقابية نجحت إلى حدٍ كبير فى مواجهة تلك المحاولات.
ثم جاءت المرحلة الثالثة، من وجهة نظرى، وهى تلك المرحلة التى نمر بها حاليًا والتى تشهد طفرة غير مسبوقة فى جميع المجالات وأهمها الصناعة والسياحة والزراعة والاستثمار.
ويأتى هنا دور القنوات الإقليمية التليفزيونية التى تغطى جميع المحافظات المصرية وعددها 6 قنوات، وهى: قناة القاهرة والقنال والإسكندرية والدلتا والصعيد وقناة طيبة، حيث لاحظت أن تلك القنوات تركز على جميع إنجازات الدولة المصرية التى تحققت فى محافظاتها، وفى الوقت ذاته توضح لها بل وتتعايش معها فى مشاكلها وأزماتها وتتحدث معه الناس بنفس ثقافاتهم وأفكارهم وآلامهم وآمالهم.. ومن هنا تأتى أهمية تلك القنوات.
كما أن تقسيم المحافظات التى تقوم هذه القنوات بتغطيتها يغطى التطورات الحقيقية التى تحدث فيها، ويكفى هنا الإشارة إلى أن أكبر مصنع للغزل والنسيج فى العالم سوف يتم افتتاحه قريبًا بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وما سوف يترتب على ذلك من حركة تجارية دولية غير مسبوقة لتلك الصناعة فى هذه المحافظة.. كذلك الحال فى محافظة دمياط حيث توجد أكبر مدينة لصناعة الأثاث فى الشرق الأوسط، وتعتمد فى المقام الأول على تصدير منتجاتها إلى دول العالم المختلفة، ناهيك عن المزارع السمكية التى تنتشر فى محافظة كفر الشيخ، وكذلك زيادة محصول القمح المزروع بها.
وإذا ربطنا ذلك الدور المهم الذى تقوم به القنوات الإقليمية بالمطالبات التى تدور حاليًا فى جلسات الحوار الوطنى بضرورة الإسراع فى إصدار قانون المحليات والإدارة المحلية وما سوف يترتب عليه من انتخاب نحو 62 ألف عضو فى المجالس المحلية على مستوى المحافظات المصرية، لوجدنا أن تلك القنوات سوف يكون لها دور كبير فى التعاون مع هؤلاء الأعضاء خاصة فى مجال التوعية والإرشاد لمواطنى المحافظات المختلفة، وكذلك الإشارة إلى السلبيات والمخالفات الموجودة بها لتلافيها والقضاء عليها، وأحسب أن هذا التعاون سيكون له انعكاسات إيجابية على أداء المحليات بما يحقق النفع العام لأبناء تلك المحافظات.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن تلك القنوات قد قامت بدور كبير فى نقل الأحداث التى تعرضت لها البلاد فى 2011 وكانت مرآة صادقة لأعمال التخريب والترويع الذى قامت به الجماعة الإرهابية وعكست صورة حقيقية لرؤية الشعب المصرى الأصيل الرافض لتلك المؤامرة، وكان لها دور كبير فى نشر الوعى والتوجيه لهم، الأمر الذى أسهم إلى حدٍ كبير فى استتباب الأمن والأمان بها.
كانت تلك رؤيتى خلال الزيارة القصيرة التى تشرفت فيها بزيارة قناة الدلتا ولقائى مع العاملين بها والذين كانت حماستهم وثقافتهم محل تقدير واحترام لتلك المحبة، وذلك الولاء الذى يحملونه للوطن واستعدادهم للقيام بأى دور يكون من نتائجه النهوض بشأن قناتهم ومحافظاتهم ووطنهم..وأغلب الظن أن هذا أيضًا لا بد أن يتسم به جميع السادة الإعلاميين الذين يعملون فى القنوات الإقليمية الست التى تغطى محافظات مصر المحروسة.. ومن هذا المنطلق فإننى أبعث برسالة تقدير لجميع العاملين بقطاع القنوات الإقليمية.. وأهيب بالسادة القائمين على رئاستها بضرورة زيادة الاهتمام بها نظرًا للدور المهم الذى تقوم به ووضع التصورات اللازمة لتطوير عملها والارتقاء بها أسوة بكل القطاعات الموجودة فى الدولة حاليًا، خاصة أن المرحلة الحالية والقادمة تتطلب ضرورة تفعيل دور تلك القنوات ونحن نقترب من استحقاقات عديدة منها المحليات والانتخابات الرئاسية ويعقبها النيابية وغيرها من الأحداث التى تتطلب تغطيتها بكل وضوح وشفافية وصولًا لأهداف الجمهورية الجديدة التى نسعى إليها.. وتحيا مصر.