جولة ناجحة.. خبراء: زيارة الرئيس الإفريقية تفتح أبوابًا اقتصادية جديدة لمصر
ثمَّن خبراء وباحثون نتائج الجولة الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى دول «أنجولا وزامبيا وموزمبيق»، مشيرين إلى مساهمتها فى فتح أبواب اقتصادية جديدة لمصر، داخل القارة الإفريقية.
واعتبر الخبراء والباحثون الجولة خطوة فاعلة لفتح «متنفسات اقتصادية» جديدة لمصر فى عمقها الاستراتيجى الإفريقى، تضاف للتنسيق الأوسع على مستوى دول تجمع شرق وجنوب القارة الإفريقية «الكوميسا».
طارق فهمى: تمدد ذكى للنفوذ المصرى فى غير دول حوض النيل
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، إن جولة الرئيس الإفريقية ومشاركته فى فعاليات قمة «الكوميسا» تكتسب أهمية كبيرة لجملة من الاعتبارات،.
وأضاف «فهمى»، لـ«الدستور»، أن مصر حريصة على زيادة معدلات التبادل التجارى مع «الكوميسا»، وهناك مجالات جديدة سيتم التطرق إليها بين دول التكتل على المستويين الثنائى والمتعدد. وأشار «فهمى» إلى أن مصر تكثف حضورها الإفريقى وتعزيز التعاون، استنادًا إلى دورها التاريخى تجاه القارة، إضافة إلى كونها عضوًا مؤسسًا وفاعلًا فى الاتحاد الإفريقى. وواصل: «مصر أرست دعائم جديدة للتعاون مع القارة قائمة على فكرة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وهو أمر مهم للغاية يفسر كيف يجرى تطوير آليات التعاون المصرى الإفريقى دون الاقتصار على دولة واحدة، فدولتان مثل أنجولا وموزمبيق مهمتان لمصر، وليس فقط دول حوض النيل». وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن تكثيف الحضور المصرى فى نطاقات إفريقية متعددة استراتيجية ليس مقتصرًا على دول الجوار ودول حوض النيل، ولكن يشمل دولًا أخرى أعضاء فى تجمعات اقتصادية مهمة.
ورأى أن دلالات الزيارة مهمة من حيث التوقيت، وترسل رسائل بليغة إلى الأطراف الأخرى، أولاها أن مصر حاضرة بقوة فى قلب التفاعلات الإفريقية، وحريصة على تطوير علاقاتها الاستراتيجية، بما يخدم مصالحها بشكل إيجابى.
وتابع: «مصر لا تركز على تعزيز التعاون الاقتصادى فقط، لكنها تتطلع لتعزيز تعاون أشمل متعدد الأطراف، وهى ناجحة فى إقامة علاقات ثنائية قوية فى محطيها الإفريقى، وحضورها فى تجمعات اقتصادية رئيسة مثل (الكوميسا) ثابت بالمؤشرات والأرقام وحجم التبادل التجارى جنبًا إلى جنب مع حضورها السياسى».
واختتم بقوله: «مصر تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات مع إفريقيا بعد فترة قطيعة وانكماش تفصل بين توجهها الحالى وانفتاحها الأول فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى ستينيات القرن الماضى، بما يحقق المصالح المصرية ومصالح الدول الأخرى، وهى تركز حضورها فى دول حوض النيل وما يجاورها، حيث يتمدد الدور المصرى بذكاء شديد بفضل الدبلوماسية الرئاسية فى المقام الأول ودور الأجهزة المتخصصة فى مصر».
نرمين كامل: تسهم فى إنهاء النزاعات والتركيز على الاستثمار
قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن جولة الرئيس الإفريقية ومشاركته فى قمة «الكوميسا» التى تضم ٢١ دولة إفريقية، أسفرت عن العديد من النتائج السياسية والاقتصادية أبرزها على المستوى السياسى استمرار التنسيق مع الدول الأعضاء بشأن الأزمة السودانية، وكيفية لعب دور حيوى فى التوصل إلى حل سلمى، إضافة إلى اهتمام الدول الأعضاء فى «الكوميسا» بطرح البدائل والحلول للأزمات الإقليمية والدولية التى تؤثر على القارة الإفريقية.
وأضافت: «هناك نتائج إيجابية أيضًا أسفر عنها اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء فى المنظمة، فقد ناقشوا الأزمات السياسية والعسكرية فى دول التكتل مثل الصومال، وهناك اهتمام كبير بإعادة الاستقرار للدول الإفريقية التى تضررت من الصراعات، والعمل على إعادة إعمارها من خلال مركز إعادة الإعمار التابع للمنظمة، الذى تستضيفه القاهرة، لتمكين الدول الأعضاء من حُسن استغلال مواردها وتوجيهها».
وحول الأهمية الاقتصادية للجولة، قالت الباحثة: «هناك خطة لزيادة الاستثمار فى القطاع الصناعى، من خلال الوكالة الاستثمارية التابعة لـ(الكوميسا) التى تستضيفها القاهرة، وتهدف إلى تشجيع الاستثمار فى القطاع الصناعى فى الدول الأعضاء من خلال توظيف الميزات التنافسية لهذه الدول».
وأضافت: «كذلك هناك اتجاه لرفع معدلات التبادل التجارى من خلال استكمال الطرق التى تسهل هذه العملية منها قناة تربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط مرورًا بمياه النيل، وكذلك الانتهاء من خط القاهرة- كيب تاون الذى يربط بين مصر و٩ دول إفريقية، منها ٦ دول أعضاء فى (الكوميسا)، ويختصر مدة الشحن بين شمال وجنوب القارة لـ٥ أيام فقط، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال العام المقبل».
وواصلت: «من المنتظر أن تعمل الدول الأعضاء على إنعاش قطاع السياحة فى الدول التى تضررت جراء جائحة (كورونا)، وفقدت الكثير من السائحين مثل الدول الجزرية المتمثلة فى موريشيوس وسيشيل وجزر القمر ومدغشقر».
وأكملت: «هناك آمال معلقة على قضية مكافحة الإرهاب فى بعض الدول التى تعانى منه مثل موزمبيق، وهى إحدى النتائج المترتبة على جولة الرئيس السيسى فى جنوب القارة، خاصة أن موزمبيق من الدول المصدرة للغاز المسال، الذى تعطل تصديره بسبب نشاط تنظيمات إرهابية هناك، ومن المنتظر أن تنقل مصر خبراتها فى هذا المجال لدول إفريقية أخرى».
واختتمت: «من زاوية أخرى هناك تعويل كبير على لواندا العاصمة الأنجولية، ودور الوساطة الذى تلعبه فى وضع حد للتوترات بين الكونغو ورواندا، حيث تتهم الكونغو رواندا بدعم حركة ٢٣ مارس المسلحة، وهناك فرصة مواتية لتنسيق الجهود المصرية مع أنجولا من خلال بعثة حفظ السلام فى الكونغو، خصوصًا أن منطقة البحيرات العظمى والدول التى تقع فى حوضها من المناطق التى تعانى من توترات، وبالتالى لا تستطيع السيطرة على مواردها أو استخدامها رغم أنها تضم ٣ بحيرات وهى بحيرة فكتوريا وتنجانيقا ومالاوى».