السيسى وبوتين.. كيف نجح الرئيس فى خلق علاقات قوية مع روسيا فى 9 سنوات؟
وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي العلاقات الخارجية المصرية بالقوى العالمية على رأس اهتماماته، وبذلت المؤسسات الحكومية جهودًا هائلة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع العديد من الدول الكبرى وعلى رأسها روسيا، حيث وقعت مصر في عهد الرئيس السيسي العديد من الاتفاقات والبروتوكولات مع الجانب الروسي، مما ساهم في زيادة ملحوظة في حجم التجارة بين القاهرة وموسكو وتنوعها، لتشهد العلاقات المصرية الروسية تطورًا هو الأبرز خلال 8 عقود هي عمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي بدأت عام 1943 بعد تدشين أول سفارة لمصر في موسكو، وأول سفارة للاتحاد السوفيتي في القاهرة.
جهود الرئيس لإحلال السلام
وحافظ الرئيس عبدالفتاح السيسي على موقف متوازن لمصر من قضية الحرب الروسية - الأوكرانية، حيث شارك أمس الأول عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في اجتماع مع عدد من الرؤساء الأفارقة، للتباحث حول المبادرة الإفريقية للوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك بمشاركة كل من الرئيس "عثمان غزالي"، رئيس جزر القُمُر الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، والرئيس الجنوب إفريقي "سيريل رامافوزا"، والرئيس السنغالي "ماكي سال"، والرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، والرئيس الزامبي "هاكايندي هيتشيليما".
وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لنجاح المبادرة الإفريقية في تسوية النزاع الروسي الأوكراني، مؤكدًا أن دول القارة الإفريقية تربطها علاقات ممتدة وثيقة مع الدولتين، خاصة أن القارة الإفريقية من أكثر دول العالم تضررًا بسبب الأزمة.
علاقات متميزة
من جانبه، وصف الرئيس السيسي أثناء زيارته لروسيا في يونيو الماضي، وخلال مؤتمر في مدينة سان بطرسبرج، العلاقات الثنائية التي تجمع القاهرة وموسكو بالمتميزة، وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله السفير المصري في روسيا في سبتمبر الماضي، حيث أكد بوتين أن روسيا تعتبر مصر أحد أبرز وأهم الشركاء في إفريقيا والشرق الأوسط، موضحًا أنه يتواصل بشكل مستمر مع الرئيس السيسي.
وشهدت العلاقات المصرية الروسية تطورًا واضحًا منذ بداية تولي الرئيس السيسي حكم مصر، وزاد حجم التبادل التجاري بين موسكو والقاهرة، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين في 2022 ما يصل إلى 5 مليارات دولار مقابل 3 مليارات دولار في 2013، ووقع الرئيس السيسي اتفاقية تعاون استراتيجي في عام 2018، حيث بلغت عدد الشركات الروسية والاستثمار الروسي في مصر 400 شركة روسية بإجمالي استثمار 7.4 مليار دولار.
كما تم الاتفاق على مشروع الضبعة النووي بتكلفة استثمارية قدرها 29 مليار دولار، منها قرض وتمويل روسي قدره 25 مليار دولار، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في محور تنمية قناة السويس المتوقع أن تكون حجم الاستثمارات في هذه المنطقة يتجاوز الـ8 مليارات دولار.
من جانبه، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن التقارب المصري الروسي الكبير خلال الفترة الماضية يعود لجهود مكثفة بذلها الرئيس السيسي في ظل حرصه على تطوير منظومة العلاقات المصرية الخارجية.
وأضاف فهمي أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت طفرة واضحة على المستويات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية أيضًا، مشددًا على أهمية دعم الرئيس للعلاقات بين البلدين واتخاذ مواقف متوازنة تجاه القضايا المهمة ساعد في تعزيز العلاقات بشكل غير مسبوق.