محلل سياسي يوضح لـ"الدستور" متطلبات نجاح المبادرة المصرية القطرية بشأن السودان
أكد المحلل السياسي السوداني الرشيد حسب الرسول، أنه يجب على المجتمع الدولي ودول الإقليم ممارسة المزيد من الضغط على طرفي الصراع في السودان (القوات المسلحة و الدعم السريع) للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار والعودة لطاولات التفاوض.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر خلال اتصال هاتفي الجمعة عن إطلاق مبادرة مشتركة بشأن السودان لدعم اللاجئين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وتعليقا على المبادرة المصرية القطرية بشأن السودان، أوضح حسب الرسول في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القوى المدنية والشعب السوداني يرحب بجميع المبادرات المطروحة لإنهاء الأزمة في السودان، ويتطلع الجميع لدور أكبر من المجتمع الدولي ودول الاقليم خصوصًا في ممارسة مزيد من الضغط على طرفي الصراع بهدف الوصول لوقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الذي يعيش أوضاع إنسانية مؤسفة كما تشير التقارير والاحصائات الكارثية لتزايد أعداد القتلى والجرحي والنازحين واللاجئين فاستمرار الحرب يفاقم منها يوماً بعد يوم.
سيناريوهات نجاح المبادرة المصرية القطرية
وأضاف المحلل السوداني أن قدرة المبادرة المصرية القطرية على إنهاء الأزمة قد تتضح الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن المبادرة السعودية الأمريكية بشأن الأزمة ومفاوضات جدة أظهرت أن طرفي الصراع في السودان يغلبان الحسم العسكري على الأرض، أو على الأقل يحاول كل طرف من خلال التصعيد العسكري أن يسيطر على أكبر قدر من المناطق قبل الدخول في أي عملية تفاوض، وهو ما ينذر بإطالة أمد الحرب وتوسعها.
واعتبر حسب الرسول أن هذا يؤكد أن طرفي الصراع لا يهتمان بمعاناة الشعب السوداني ولا حجم الدمار الذي يمكن أن يلحق بالبنية التحتية في الدولة في بلد اساساً بنيتها التحتية منهارة، والواضح كذلك أن طرفي الصراع يتعاملان مع العاصمة السودانية الخرطوم وبعض ولايات دارفور كمسرح عمليات وأن جميع الأضرار البشرية والمادية هي مجرد أضرار جانبية للمعركة.
وأكد المحلل السوداني أن نجاح المبادرة المصرية القطرية يحتاج ولاً لتوحيد المبادرات المطروحة والضغط من خلالها على طرفي الصراع في السودان بغرض الوصول لحل لإنهاء هذه الأزمة.
وقال حسب الرسول إن الأمر يتطلب أيضا وحدة لكافة القوى السياسية والمدنية في السودان للتوحد في سبيل الدفع بالصوت المدني المطالب بإيقاف الحرب ومعالجة نتائجها واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، لأن هذا الصوت الذي تلاشى منذ الخامس عشر من أبريل الماضي حيث طغت عليه أصوات الرصاص.